بقلم: أحمد الصالح ـ مدير تحرير ألوان نيوز
يحتفل الكثيرون حول العام في الثامن من آذار من كل عام بما يسمى “يوم المرأة العالمي” ولكن مع الأسف كعادة المتاجرين باسم “المرأة” يحاولون دائماً الاستحواذ على جميع الخطابات المؤيدة لحقوقها في سبيل تحقيق “حرية الوصول إلى المرأة” وليس “حرية المرأة” كما يدعون
وهنا أريد أن أذكر بعض النقاط التي لا بد من الوقوف عندها:
من أكثر المشاكل التي تعاني منها النساء العاملات هي استغلال حاجتهن من قبل مريضي النفوس الذين يستغلون حاجتها للعمل والراتب الشهري، ويزداد الأمر سوءاً إذا كانت المرأة هي المعيل الوحيد لعائلتها كالأرامل والمطلقات، أو الزوجة التي يعاني زوجها من أمراض تمنعه من العمل.
لا … لحرمان المرأة من ميراثها
نريد أصواتاً حقيقية تطالب بحق المرأة الشرعي في ميراثها، هذا الحق الذي أكده الإسلام ومنحه للمرأة، وهنا لا نتكلم فقط عن حق “للذكر مثل حظ الأنثيين” الخاص بالأبناء
بل بجميع الحقوق المعروفة للأنثى من ميراث أقاربها سواءً كانت أماً أو بنتاً أو أختاً أو زوجة
وقد تعارف المجتمع مع الأسف على خجل المرأة من المطالبة بحقوقها المشروعة وخاصة فيما يتعلق بالميراث، ففي هذا اليوم ندعم جميع النساء للحصول على حقوقهن من الميراث بشكل كامل وغير منقوص ووفقاً لما أقره الشرع لها.
لا … لاستغلال النساء في الإعلانات
يجب أن تعلو الأصوات للمطالبة بعدم التعامل مع المرأة على أنها مادة للإعلان والترويج، تستخدم في الإعلان لزيادة جذب الزبائن والمهتمين، مستفيدين من جسدها ولباسها وتعريها أمام الكاميرات.
لا … لاستخدام النساء للإغراء في الدراما
ناهيك عن حالات الانتقاء التي تقبل فيها النساء غير المحجبات وخاصة في الوظائف الإعلامية، بينما الكثير من قنوات الإعلام لازالت تنظر إلى فكرة “لبس الحجاب” إحدى العوائق أمام قبول صاحبات الكفاءة من النساء الإعلاميات.
نريد كذلك أن نسمع في يوم المرأة العالمي صرخة حق لإيقاف الانحطاط الأخلاقي في الأفلام والمسلسلات وفيديوهات الفنانين التي تستغل المرأة بشكل قذر
فيظهرون للعلن المرأة الفاجرة كبطلة لفيلم سينمائي، والمرأة الخائنة كمثال للقوة في المسلسلات التافهة، ناهيك عن التعامل مع المرأة في الكليبات الغنائية كمادة إغرائية بحتة تستخدم رقصها ولباسها المغري لزيادة الترويج للأغاني الهابطة.
لا … لاستغلال الموظفات في عملهن
لا … للتحرش
تعد مشكلة التحرش بالنساء من أكثر المشاكل التي تعاني منها المرأة سواءً في المواصلات والعمل وغيرها، ولا بد من تسليط الضوء على ذلك ومحاولة إيجاد حلول حقيقية بعيداً عن الخطابات الجامدة التي تشير إلى الخطأ ولا تذكر الحلول أو تناقشها
لا … للنسويات اللاتي يجعلن المرأة عدو الرجل ومنافسته
كذلك في هذا اليوم نقول لا للخطابات المحرضة على تمرد المرأة على زوجها أو والدها أو أخوته تحت ألوان براقة وهمية كحرية المرأة أو تمكينها.
هؤلاء النسويات يستعدين الرجل دائماً ولا يمكن أن يقفن بصفه إلا إذا أعلن مثليته الجنسية، أما أقارب المرأة من أب وأخ وزوج وابن هم بنظرهن “شياطين السلطة الذكورية”
لا … للمساكنة وتبرير الزنا
من الأمور التي يجب الإشارة في يوم المرأة العالمي هو توجيه خطاب إلى أولئك الذين ينادون بتصرفات غير منسجمة مع ديننا ومجتمعنا ويروجون لمصطلحات خبيثة دخيلة علينا، كمصطلح “المساكنة” أو “الأم العزباء” أو غيرها
وما هي إلا بوابات مشرّعة لتبرير الزنا وتحويل المرأة إلى سلعة متداولة بيد الهاوين والمخادعين، ممن لا مسؤولية لديهم ولا يرغبون بتحمل أعباء الزوجية والعلاقة الشرعية، فيقنعون المرأة بخطابات العاطفة والملاطفة ليتمكنوا من الوصول إلى مبتغاهم القذر ثم يتركونها تصارع لوحدها تبعات خيار “الانفلات” الذي وقعت فيه.
لا … لمحاربة الحجاب والنقاب
تعاني الكثير من النساء حول العالم وخاصة في الدول الأوروبية من مشكلة عدم القدرة على لبس الحجاب في المدارس أو أماكن العمل، ومن التمييز على أساس الحجاب أو النقاب.
أليست المرأة حرة في لباسها كما يصدّعون رؤوسنا هؤلاء المدافعين عنها؟
أين حرية المحجبة والمنقبة في لباسها؟
لا … للمساواة بين الرجل والمرأة ونعم للعدل بينهما
إن مصطلح المساواة من المصطلحات الثقيلة جداً والتي لا قبل للمرأة على تحملها، ويحاولون تحميلها إياها عنوةً تحت بند المساواة مع الرجل.
لا يمكن للمرأة جسدياً ولا نفسياً أن يتم التعامل معها كرجل، من ناحية المسؤوليات والمهام الملقاة على عاتقها، فليس الذكر كالأنثى، والعلاقة بينهما علاقة تشارك وتكامل وليست علاقة تنافس وتناصف.
بالطبع يوجد نعم ويجب أن نستغل فرصة يوم المرأة العالمي للتذكير بما يلي:
نعم .. لتمكين شقائق الرجال
نعم .. لتربية المؤنسات الغاليات
نعم .. لبر الأمهات
كل كلامنا “لا” ألا يوجد نعم؟
نعم .. لاحترام الزوجة
نعم .. لتعليم المرأة
نعم .. لعمل المرأة بعيداً عن استغلالها
نعم .. لنشر ثقافة التكامل بين الرجل والمرأة وليس التنافس
هذا ما لدينا بخصوص يوم المرأة العالمي ،وإن كانت قناعتي الشخصية أن المرأة أو أياً كان ما نريد الاحتفال به فلا يجب أن يفرد له يوم واحد فقط، إنما كل يوم هو عيد للمرأة وللطفل وللرجل وللأم والأب وللجميع.