بقلم الدكتور محمد عفيف القرفان
حوار خِبرة:
سأل الأب ابنه عن التخصص الدراسي الجامعي الذي يرغب به، فأجابه الابن بأنه يعتزم دراسة الهندسة الطبية، فقال الأب بنبرة لا تخلو من خبرة حياتية عميقة: “هل ترغب بهذا التخصص لأنك مهتم به أم لأنك جاهز للالتزام لتتفوق به لتصنع فارقاً؟”. هنا صمت الابن قليلاً ثم سأل والده: “ولكن ما الفرق بينهما، إذا كانت تلك رغبتي لدراسة هذا التخصص؟”.
هنا أجاب الأب:
“يوجد فرق كبير بين أن تكون مهتماً بأمر ما وبين الالتزام به لتحقيق نتائج غير مسبوقة، فالاهتمام يعني أنك تحب هذا المجال ومهتم به لأسباب عديدة؛ فمثلاً يمكنك دراسة هذا التخصص لأن أحد أصدقاءك يريد دخول ذلك المجال، أو أنك درست الأمر ووجدته ذا عائد مجزٍ، أو أنك ترغب بذلك وحسب، وهذا هو الاهتمام. أما الالتزام فهو الاستعداد الكبير لتحقيق قفزة ما في هذا المجال من خلال الالتزام الذي بدونه تكون النتائج مُرضية وحسب، فالالتزام يعني أن تضع نفسك أمام تحدٍ ما، فتقاتل الكسل والملل وتكافح المشتتات وتصبر على كل التحديات وتتجاوزها لكي نبلغ الهدف المنشود.”
الفرق بين الالتزام والاهتمام :
يحاول الأب أن يقول لابنه بأن الانضباط والمحافظة على مستوى معين من الأداء كفيل بأن يوصل الإنسان إلى مبتغاه، وهذه مدرسة تحفيزية واسعة الانتشار لدى الذين حققوا إنجازات خارقة، وهي مدرسة ستيف جوبز الذي يؤمن من خلالها بالشغف المرتبط بالسعي والالتزام من أجل تحقيق أهداف كبيرة.
الالتزام يعني الولاء المطلق للفكرة وبذل الجهد من أجل تحقيقها على أرض الواقع، وإيجاد بيئة منضبطة تساعد على الاستمرار بنفس الهمة طوال فترة تحقيق الهدف. كما أن الالتزام يعني أن يتم ربط الهدف بقيم عليا تزيد من اتقاد شعلة الحماس والمحافظة على جذوتها، فالقيم النبيلة تعزز رسالة الإنسان في هذه الدنيا وتمده بالوقود المناسب للاستمرار في النجاح وبلوغ القمم.
الخلاصة :
يصبح السؤال الذي يجب أن يجيب عليه الطالب الذي قرر دراسة تخصص ما:
– هل تريد دراسة تخصصك الجامعي بناء على الاهتمام أم الالتزام؟
إقرأ أيضاً :