قد نتساءل احياناً لماذا لا يشعر الناس بالبرد شتاءً بينما نحن نرتجف، او كيف يمكن لبعض الاشخاص السباحة في مياه باردة في فصل الشتاء، بينما يرتجف البعض اذا لامس الماء لعدة ثوان، وكيف يمكن لبعض الرياضيين اظهار قدرات افضل في الطقس البارد ،فهل تتحكم اجسامنا بقدرة تحملنا للبرد يا ترى؟
العوامل التي تتحكم بقدرتنا على تحمل البرودة
مما لا شك فيه ان الطقس يؤثر على اداء اجسامنا و ردات فعله ففي البرد تختلف كمية الطاقة المتولدة في جسم الانسان ويعتمد تحملنا للبرد على عوامل عديدة منها وراثية وأخرى تعود لمستويات الدهون المخزنة تحت الجلد وأيضاً حجم الجسم يلعب دور مهم في ذلك و أحد التفاسير لتحمل البرد هي أن الجسم حين يبرد ينخفض معدل ضخ الطاقة في خلايا العضلات، وبالرغم من الفوائد التي قد يجنيها الجسم من ممارسة الرياضة في الاجواء الباردة والشتاء إلى ان حتى الرياضيين لديهم مستويات متفاوتة في تحمل البرد ، فما السبب
بعض الاشخاص لديهم قدرة أفضل للتعامل مع البرد
كشفت الدراسات الحديثة أنه من بين كل خمسة اشخاص هناك شخص واحد يختفي بروتين ألفا اكتينين 3 من ألياف عضلاته ، وتكشف هذه الطفرة عن معلومات حول تاريخ تطور الانسان عبر العصور كما انها تفسر سبب نجاح بعض الرياضيين حيث يطلق اسم “جين السرعة” على بروتين ألفا أكتينين 3 لأنه يمنح الرياضيين الطاقة التي يحتاجونها كما يؤمن قدرة العضلات على التخلص من الاجهاد بسرعة وبالتالي قدرة أكبر على تحمل البرد والحفاظ على حرارة الجسم.
كيف يؤثر بناء عضلاتنا على تحملنا للبرد
بحسب العالمة كورتيناي دي لويس في جامعة بيتسرغ الامريكية ، فإن العضلات تحتوي على نوعين من الالياف: ألياف بطيئة الانقباض وألياف سريعة الانقباض، وتختلف نسبة هذه الالياف من عضلة لأخرى ومن شخص لآخر ، ولهذه الالياف دور مهم في الحفاظ على درجة حرارة الجسم حيث تنكمش الالياف السريعة في العضلات بشكل سريع ومتكرر عندما يكون الجو بارداً وبالتالي يحصل الارتجاف خلال البرد الامر الذي يولد الدفءللجسم لكونه مرافق لإطلاق الطاقة واستهلاكها.
نسبة الاشخاص الذين يفقدون بروتين ألفا أكتينين 3
كشفت الدراسات الحديثة ان حوالي 1.5مليار شخص حول العالم مفقود بروتين ألفا أكتينين 3 من الياف عضلاتهم، أي يملكون عضلات تحوي كثافة أعلى للالياف بطيئة التوتر أي لديهم قدرة أعلى في المجالات والانشطة التي تتطلب قدرة على التحمل، حيث يمكن لاجسادهم استخدام الطاقة بشكل أكثر كفاءة من غيرهم وذلك وفقا لبحث أجراه كريغ بيكرينغ وجون كيلي البريطانيين
علاقة تركيبة اجسامنا بدرجة مقاومتنا البرد
الاشخاص الذين تفتقر ألياف عضلاتهم لبروتين ألفا أكتينسن 3 لديهم قدرة أفضل للمحافظة على دفء أجسامهم وقدرة أكبر على تحمل قسوة المناخ.
كما أن الدهون تدخل ايضا كأحد العوامل الاساسية للتعامل مع البرد فهناك نوعان من الدهون ، دهون بيضاء ودهون بنية وأحدهما له دور مهم للحفاظ على دفء أجسامنا.
ختاماً فإن تحمل البرد واختلاف مقاومته يعتمد على اختلاف تركيبة اجسامنا ، فكل واحد منا منحه الله العوامل والمقومات التي تساعده في مجاله.
إقرأ أيضاً :