ومع أننا لا نزال نرى كثيراً من المسلمين يقرؤون القرآن بشكل مستمر والحمد الله، إلا أن الكثير منهم لا يزال يقرأ القرآن من غير تدبر ولا فهم، هذا الأمر الذي أدى إلى تفويت المقصد الأساس للقرآن، ألا وهو العمل بأحكامه، واتباع أوامره واجتناب نواهيه .
قواعد التدبر
١-معرفة لغة العرب وأساليبهم: إن القرآن الكريم نزل بلغة العرب وبلسانهم، ولذلك وجدنا أهل العلم كافة يهتمون بمعرفة لغة العرب، ويوصون طلبة العلم بذلك، ولا بد أن نشير هنا إلى أنه لا يُطلب من كل قارئ للقرآن الكريم أن يكون نحويًا، بل المطلوب أن يحصل قارئ القرآن على الحد الذي يُمكَّنه من فهم كتاب الله وتدبره .
٢-دراسة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم: كما نعلم أن محمد صلى الله عليه وسلم كان الترجمان الحقيقي للقرآن، لذلك فإن تدبر القرآن وفهمه لا يتأتَّى إلا بالرجوع إلى ما ثبت من سيرته صلى الله عليه وسلم وما صح من السنة.
٣_الرجوع إلى كتب التفاسير الشهيرة: أي النظر في أقوال أهل العلم فيها، فقد ضمت تلك الكتب الكثير من تفاسير السلف، كتفاسير الصحابة، وكتفسير الطبري، وتفسير القرطبي، وتفسير ابن كثير، ويوجد غيرهم الكثير، فبالرجوع إلى هذه التفاسير وأمثالها، يساهم في قراءة القرآن الكريم بتدبر وبطريقة صحيحة.
٤-إنزال القرآن على الواقع: ونعني هنا أن القرآن الكريم لم ينزل لزمان معين ولا لمكان معين، وإنما نزل صالحاً للعمل والتطبيق في كل زمان وفي كل مكان، لأن في كل زمان هناك كُفَّاره ومنافقوه، ولكل مكان فراعنته وظالموه. لذا كان من الخطأ إنزال القرآن على غير منازله.
الحديث الصحيح:
ونختم مقالنا هذا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) رواه مسلم وواضح من معنى الحديث قَرَنَ بين التلاوة والمدارسة، ورتب عليهما السكينة والرحمة وحفظ الملائكة وذكر الله لقارئي كتابه .
إقرأ أيضاً :