بعد التداعيات التي وجهت إلى هادي مطر البالغ من العمر 24 عاماً والمتهم بقضية قتل الكاتب سلمان رشدي، تمت مقضاته في محكمة غربي نيويورك بتهمة طعن رشدي ومهاجمته لينتهي الأمر برفض القاضي الأمريكي الإفراج عن المتهم بكفالة و منع وسائل الإعلام من تغطية الوقائع.
تفاصيل الهجوم
منذ الشروع في تأليف رواية “آيات شيطانية” التي لاقت أصداء واسعة تلقى الكاتب البريطاني سلمان رشدي تهديدات بالقتل بسببها منذ عدة سنوات، و في إحدى المؤتمرات كثيفة الحضور غربي نيويورك بينما كان رشدي يستعد لخطابه على خشبة مسرح معهد تشوتاكوا، تعرض لهجوم من شاب قام بطعنه 15 طعنة إحداها في العنق على مرأى الجماهير المذعورة، و يخضع رشدي حالياً للعلاج و العناية المركزة في مستشفى ببنسلفانيا بعد الجروح البالغة التي أصيب بها، و قد أوضح وكيل أعماله “أندرو وايلي” أن الكاتب البريطاني تم تدمير كبده و إتلافه و هناك احتمال لفقدان إحدى عينيه كما أنه يعاني من تهتك أعصاب الذراع نتيجة حادثة الاعتداء.
محاولات إقناع القاضي دون جدوى
في ظل الهدوء الذي ساد قاعة المحكمة و سيطر على هادي مطر عمل محاميه “ناثانيال بارون” جاهداً في إقناع القاضي بالإفراج عن مطر بكفالة على ذمة المحاكمة، محتجاً بخلو سجل المتهم من أي حوادث إجرامية سابقة و بعدم نيته بالفرار خارجاً في حال الإفراج عنه
كما وجه المحامي طلباً استثنائياً للمحكمة مفاده منع محاولات الاتصال الصحفي بموكله داخل سجن مقاطعة تشوتاكوا، خاصةً بعد تلقيه مئات المكالمات الهاتفية التي ترجو التواصل مع مطر، و أشار بارون إلى أن تغطية الإعلام والصحافة قد تنتهي بتحيز المحلفين ضد مطر قائلاً: (يستحق هادي مطر محاكمة عادلة و سيراً طبيعياً للإجراءات القانونية، بغض النظر عن التهم الموجهة إليه)
فتوى الخميني تهدر دم رشدي
في عام 1989 قام المرشد الأعلى الراحل لإيران الخميني بإصدار فتوى بشكل رسمي تهدر دم الكاتب سلمان رشدي، عقب انتهاء روايته “آيات شيطانية” حيث اعتبرها بعض المسلمين رواية تجديفية، و في إطار ذلك فقد تم منح المتهم “هادي مطر” إذناً بإجراء مقابلة قصيرة مع صحيفة نيويورك بوست نتيجة الضغط الإعلام المتضخم، ليتحدث فيها عن مدى كراهيته للكاتب رشدي و درجة حقده عليه مشيداً بذلك بآراء المرشد الخميني، و يُذكر أن إحدى المؤسسات الإيرانية شبه الرسمية أعلنت عن مكافأة مالية تتجاوز قيمتها 3 ملايين دولار لمن يستطيع قتل رشدي.
و في ختام الجلسة رفض القاضي الأمريكي “ديفيد فولي” معظم طلبات المحامي بارون، مما يبقي المتهم مطر قيد الرهن في سجن تشوتاكوا و بعيداً عن الصحافة و الإعلام بأمر من القاضي الذي منع إجراء أي مقابلات صحفية حتى انتهاء القضية.
إقرأ أيضاً :