ضجت في الاونة الاخيرة مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار تتعلق بقضية الممثل جوني ديب (Johnny Depp) التي قد رفعها على طليقته الممثلة أمبر هيرد (Amber Heard) والتي يتهمها فيها بتوجيه اتهامات غير صحيحة بحقه مما أثر سلبًا في اسمه وحياته المهنية،
لكن الدور الذي تأخده وسائل الاعلام من هذه القضايا وكيف يمكن فيه ان يؤثر على موقف الجمهور اتجاه هذه القضية؟
عنف الشريك ..
يعتبر عنف الشريك على أنه ضرر جسدي أو جنسي أو نفسي يحدثه شريكٌ أو زوج حالي أو سابق، وحتى قد يحدث بين شريكين من جنسين مختلفين أو من الجنس نفسه، فهو لا يَعُد وجود علاقة جنسية حميمة بين الطرفين شرطًا لحدوث هذا النوع من العنف، حيث يتضمن سلوكيات بمستويات متفاوتة جدا من الخطورة التي تتراوح من حادثة واحدة إلى إساءة مزمنة.
وتؤدي وسائل الإعلام دورًا مهمًا في كيفية فهم قضايا عنف الشريك الحميم IPV على أنها قضية اجتماعية، وتؤثر وسائل الإعلام في ردود أفعال الجمهور والأحكام التي يطلقونها على القضية، فينظرون مثلًا في طريقة تُحمّل فيها الضحية مسؤولية إنهاء العنف في العلاقة؛ وفي تجاهل العوامل الاجتماعية التي تديم العنف إلى حد كبير أيضًا، وخاصة بين أوساط المشاهير التي ينتشر فيها هذا النوع من العنف.
العنف في حياة المشاهير
فإن قضية جوني ديب وأمبر هيرد ما هي إلا واحدة من هذا العنف، فهي تعتبر من أكثر الحوادث التي أحدثت ضجة كبيرة بالاضافة الى التعنيف الذي مارسه لاعب كرة القدم الأمريكي راي رايس (Ray Rice) عام 2014 عندما بصق على حبيبته؛ لأنها أخذت هاتفه المحمول، ولكمها على رأسها بعد ذلك لتغيب عن الوعي إثر الحادثة، ما آل إلى تعليق مشاركته بالدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية إلى أجل غير مُسمى لكون هذه القضية عن العنف المنزلي كانت تشغل اللحظة وكان الهيجان الإعلامي عنها في ذروته.
قد يثير المحتوى المُقَدم على شكل رسالة إعلامية المشاعر على نحوٍ متوقع بناءً على المعلومات التي تحتويها، وهذا ما يُعد مهمًا، وقد يؤثر في التفضيلات حيال السياسات التي يجب أن تُتخَذ والعقاب في حال كانت وسائل الإعلام تطرح باستمرار قضية ما بطريقة تنحاز فيها نحو استجابات عاطفية معينة.
دور وسائل الإعلام
فقد تؤثر وسائل الإعلام في تصورات الجمهور الواقعَ الاجتماعي، فمن خلال تركيز الانتباه على قضايا معينة وتجاهل أخرى، سيكون لدى وسائل الإعلام الإخبارية القدرة على التأثير في المعايير التي يُحكم من خلالها على السياسات العامة.
هل يتم تعقب ردات فعل الجمهور ورؤيتهم؟
أُجريت دراسة لتعقب رؤية الجمهور وتعاطيه مع المسائل المتعلقة بقضايا العنف من الشريك الحميم المطروحة إعلاميًّا وعبر تتبع التعليقات والمنشورات التي تُشير إلى بعض القصص نجد تباينًا واضحًا، فمثلًا شككل حوالي 11% من المتفاعلون بحقيقة أقوال الضحايا عند اتهامهم لشركائهم بالعنف الجسدي والنفسي، ورأى أكثر من 8% آخرين أنَّ كسب مزيد من الشهرة والمال أو انتقامًا من الشركاء وتشويه سمعتهم هي الدوافع وراء اتهامات الضحايا ومنهنَّ من اتخذنّ موقفًا مع الضحايا من النساء فقط لأنهن نساء و”يجب على النساء دعم بعضهنَّ” وحوالي 6.6% ذهبوا للقول: إنه لا يجب إطلاق أحكام نهائية كونه لا أحد يعلم ما كان يحصل بين الطرفين بالفعل.
حيث تُشير نتائج بعض الدراسات بالمقابل إلى أنه قد يكون للمعلومات الواردة في الأخبار والمتضمنة قصص الضحايا تأثيرات غير مقصودة، فمن خلال القول: إن الضحية كان يدمن الكحول أو كان على علاقة غرامية مع شخص آخر، سيزداد إسناد مسؤولية ما حصل إلى الضحية، كذلك يُقدم الباحثون عديدًا من الأمثلة الأُخرى التي تتضمن ما يُنشَر في القصص الإخبارية والمعلومات المتعلقة بالضحية التي تكون في جوهرها تُلقي اللوم على الضحية، ما قد يقود الناس إلى الاعتقاد بأن هناك أسبابًا مقبولة لارتكاب التعنيف ضد شريك حميم،
وهذا ما يوضح الحاجة المُلحة إلى أن يُفكر الصحفيون بتركيز في الأسئلة التي يطرحونها وتلك التي لا يطرحونها أيضًا، وما الآثار المترتبة على هذه الخيارات، حيث تُرسخ نتائج هذه الدراسات أهمية وضع الصحفيين للقصص التي يتحدثون عنها في إطار يُعطي تركيزًا أكبر على سبب مهاجمة الجاني الضحيةَ، وليس عما قد تكون الضحية قد فعلته لاستفزازه.
دور السوشيال ميديا
كونها تندرج ضمن فئة وسائل الإعلام، لم يعد لشبكات التواصل الاجتماعي تأثير في الحِراك العام والانتخابات فحسب، بل غيرت الطريقة التي تُناقش بها مواضيع العنف والإساءة، فتوسعت أخبار التحرش والاعتداء الجنسي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، كما كان الحال مع الضحايا، مما جعل هذه المصادر الثانوية المتمثلة بهذه التعليقات تصبح بفعالية تأثير المادة الأصلية أو أقوى .
إقرأ المزيد :
إقرأ المزيد :