بقلم الدكتور سعد النزيلي
نظرية العقول العشرة السياسية ، التحالف والرئاسة اليمنية:
قبل مبعث النبي-صلى الله عليه وسلم- بثلاثة قرون ظهر الفيلسوف أفلوطين، وأخرج لعالمه نظرية العقول العشرة، والتي خلص فيها إلى أن الله روح، ليس فيها أي أثر من آثار المادة.
وأن الله لا ينظر إلا إلى نفسه فقط، فلا يفكر في الأشياء التي هي أدنى منه، ثم فاض عن الله الصادر الأول أو العقل الأول، وهذا العقل الأول لا ينظر إلا إلى نفسه ومن فوقه، ثم فاض عن العقل الأول العقل الثاني، وهذا لا ينظر إلا إلى نفسه ومن فوقه، ثم فاض عن العقل الثاني العقل الثالث، وهذا لا ينظر إلا إلى نفسه ومن فوقه، وهكذا كلهم لا ينظر إلا إلى نفسه، ولا ينظر إلى من هو أدنى منه! إلى العقل العاشر وهو العقل الفعّال، في سلسة وترتيب سماوي من الأعلى إلى الأسفل.
نظرية العقول العشرة
خلاصة نظريته :
وخلص في نظريته إلى الأفلاك التسعة، وأنها ترتبط بالعقول التسعة، والعقول التسعة كلها تنتهي إلى العقل العاشر الفعّال.
ونحن اليوم في القرن الواحد والعشرين، ونظرية العقول العشرة تعود من جديد وبلباس سياسي أيضا، (السعودية والإمارات والمجلس الرئاسي الثمانية)، والذي ترتبط به الأحزاب والجهات التسعة المؤتمر والإصلاح والرشاد والسلم والناصري والاشتراكي والمقاومة الشعبية والجهة العلمائية والإعلام، وكلها تنتهي إلى العقل العاشر الفعّال، الله أعلم من هو؟!
عندما جاء الوحي، وكاشف الإسلام عن أسماء الله وصفاته، وانحلت جميع الألغاز، وزالت الحيرة، وعلم الناس أن الله خالق ورازق ومحي وعليم وهكذا، انتهت هذه النظرية من الوجود، ولم يعد لها أيّ أثر، مع محاولة شرحها وإحيائها من فلاسفة الإسلام كأرسطو والفارابي وابن سينا، وبقية هذه النظرية في أرذل الفرق وهم النصيرية.
العقول الحالية:
وهكذا العقول السياسية العشرة حاضرا، كالعقول العشرة سابقا، بداء بالذي لا ينظر إلا إلى نفسه أو من فوقه، ولا ينظر إلى من هو أدنى منه، وليس له أي أثر من آثار العقلية الجدية، فجميها مجرد نظرية، تنتهي جميعها إلى العقل الفعّال، وهذا العقل الفعّال على الأقل في نظرية أفلوطين بدأ بالإنشاء والإحياء والصناعة من الهيولى، وهي: التي من أصغر الموجودات، ولا وجود لها فعلي، وقابلة لأن تكون شئيا؛ أمّا العقال الفعّال عند العقول السياسية العشرة، لا ندري متى سيبدأ، واليمن اليوم هو الهيولى الحقيقي، وقابل لأن يكون شيئا وشيئا.
إقرأ المزيد :