- بقلم محمد زعل السلوم ــ الوان نيوز
ظهر بوتين في مقطع يضرب أصابعه على الطاولة وبيده الأخرى يلعب بالقلم الذي بيده وحسب لغة الجسد فهي دليل على التوتر والأرق وعدم القدرة على التركيز، بعد فشله في إنهاء مهمة جيشه في أوكرانيا وحسب وزير دفاعه شويغو خلال يومين تنتهي وهانحن ذا في اليوم الخامس عشر 10 مارس آذار 2022. وتستمر وزارة الدفاع الروسية بالكذب بأنها تسير حسب الخطة المقررة.
قال اللورد أكتون إن السلطة مفسدة والسلطة المطلقة مفسدة تماماً.
يمكننا أن نقول أيضاً : القوة تصنع الجنون والسلطة المطلقة تصنع الجنون تماماً.
نحن نعلم ما تفعله السلطة للقادة الصغار. غالباً ما يوقظهم إغراء الاستبداد. تخيل ماذا يفعل للحكام المستبدين!
تدفع القوة الناس إلى الجنون، لأنها تجعل من يمتلكها يشعر وكأنه إله.
إفراط
يمكن للمرء أن يقول : إن الرغبة في السلطة وقهرها تتطلب عنصراً من الجنون. كيف نرغب في حياة تتحول إلى قتال دائم، حيث يريد خصومنا موتنا، وأين نريد موتهم؟
ربما يكون هذا الجزء من الجنون ضرورياً لإنجاز أشياء عظيمة. القوة المفرطة يمكن أن تصنع بوتين، لكن لحسن الحظ يمكن أن تصنع تشرشل أيضاً!
كما نعلم أن من سمات الشخصيات الاستبدادية تكمن في تطوير آليات نفسية تدفعهم لرؤية الأعداء في كل مكان. حقيقة إضافية : بوتين هو رجل متدرب في المخابرات السوفييتية (KGB) ، وفيها تدرب على رؤية المؤامرات في كل مكان – كانت هذه وظيفته.
لذا فإن كل هذا يضفي مصداقية على فكرة أن بوتين محبوس الآن في عالمه، ولم يعد قادراً على الخروج منه.
لكن هل هو مجنون؟
من التسرع القول، حتى لو كان بالتأكيد ليس غريباً عن تسمم القدرة المطلقة.
دعونا نتغلغل في عقلانيته السياسية :
بوتين ينوي إعادة بناء الإمبراطورية الروسية. هذا الهدف مدان بحق. لكن طالما أننا ندرك أنه قد حددها، فعلينا أن نرى ما إذا كانت الوسائل المستخدمة لتحقيق ذلك عقلانية بشكل رهيب.
لا تسمح الديمقراطية له بتحقيق أهدافه، يعلم بوتين أنه يجب عليه القيام بنوع من الانقلاب الإقليمي للفوز.
(تابع هذا الفيديو لتتعرف علة لغة الجسد )
لغة الجسد لبوتن خلال لقائه الأخير مع أردوغان
يجبب أن يفرض صفقة جديدة، من خلال إذهال الضمائر، من خلال فعل ما لم يكن أحد يتخيله. بحلول الوقت الذي يخرج فيه الآخرون من صدمتهم، سيكون وضع جديد قد فرض نفسه.
ومن هنا جاء الغزو.
لكننا نعلم أن خطته، حتى الآن، لم تنجح. أحبطتها مقاومة الأوكرانيين، ورد فعل الغربيين أيضاً.
لذلك يكيّف بوتين استراتيجيته. و يذهب إلى أقصى الحدود.
بعد أن شعر أنه يفقد السيطرة على اللعبة، توصل إلى استنتاج مفاده أن مجرد ضربة ذكاء ستسمح له باستعادة السيطرة، وإظهار مدى استعداده للذهاب، وإلى أي مدى نحن على الأرجح غير مستعدين لاستيعاب جنونه نتيجة فشله المستمر.
ومن هنا جاء تهديده النووي.
لقد أرسل الغرب إشارة واضحة : إنهم مستعدون لدفع العقوبات إلى أبعد من ذلك، لكنهم لا يريدون الحرب.
إمبراطورية
يستنتج بوتين أنه يستطيع دفع ميزانيته العسكرية إلى أقصى حد : لن يكون أمامه رجال الناتو على أرضه.
ربما يخاف الغرب أكثر من أي شيء أن يفقد رجلاً. بينما يهدد بوتين بحياة الآلاف من الأرواح.
بمعرفة إلى أي مدى يمكن أن يذهب يمكن للغرب الوقوف في وجهه.
إنها لعبة شطرنج حيث يكون مصير العالم على المحك.
إقرأ المزيد :