على الرغم من أنّ تركيا دولة مصنعة للزيوت النباتية بمختلف أنواعها كدوار الشمس والذرة والزيتون وغيرها، فما الذي يجعلنا نرى “ما يشبه أزمة حقيقية” بخصوص توفر مادة “زيت دوار الشمس” و “زيت الذرة” في الأسواق التركية، وما هو السر خلف زيادة أسعارهما بشكل جنوني خلال أيام قليلة فقط!
وصل سعر 5 ليتر من الزيت النباتي إلى حدود 200 إلى 220 ليرة تركية في كثير من الماركات الكبرى على امتداد الولايات التركية المختلفة، بعد أن كان سعر نفس الكمية قبل عدة أيام 130 ليرة تركية فقط، كما أنّ الأسعار كانت أخفض بكثير قبل حوالي نصف سنة من الآن.
وقد شهد يوم أمس إقبالاً غير مسبوق من قبل الأهالي على شراء “الزيت” بكميات كبيرة جداً خوفاً من زيادة أخرى، وانسياقاً خلف الإشاعات التي تتحدث عن إمكانية عدم توفره بشكل كبير خلال الفترة القادمة؟
لا يمكن أن ننكر الدور الأوضح لتجار الأزمات أو ما يعرفون بتركيا بـ”مافيات التضخم” ممن يسعون بشكل دائم إلى زيادة أسعار المنتجات وخاصة الأساسية منها، ولكن بعيداً عن نظريات المؤامرة هناك عدة أسباب تقف خلف هذا الارتفاع إلى جانب دور “مافيات التضخم”
من هذه الأسباب:
- لم تكن مواسم الذرة ودوار الشمس جيدة هذه السنة في تركيا ما أثر على كمية الإنتاج المحلي من زيوت هاتين المادتين
- تأثير الحرب الروسية على أوكرانيا التي تعتبر المصدر الأول للزيوت النباتية في العالم، وفي الوقت نفسه إنّ 36% من الزيت النباتي المتوفر في تركيا يأتي عن طريق الاستيراد وخاصة من أوكرانيا
- تحتجز روسيا منذ اندلاع الحرب على أوكرانيا 16 سفينة محملة بالزيوت النباتية متجهة نحو تركيا، في بحر آزوف المتفرع عن البحر الأسود، وما لم تفرج عن هذه الشحنة من الزيوت العالقة في ميناء روستوف، قد تتفاقم أزمة الأسعار لاحقاً، ويبدو أن روسيا تريد معاقبة تركيا بسبب إغلاقها للمضائق الطبيعية أمام السفن الحربية الروسية.
- مما فجر الأزمة بشكل حقيقي هي تصريحات رئيس مجلس الإدارة في “جمعية مصنعي الزيوت النباتية في تركيا” السيد طاهر بيوك هلفاجيل، الذي حذر من حصار غذائي تفرضه روسيا على الدولة التركية، كما حذر من إمكانية انتهاء مخزون تركيا الحالي من الزيوت النباتية في منتصف الشهر القادم أبريل 2022
إقرأ أيضاً :