- بقلم محمد زعل السلوم ــ الوان نيوز
يوضح الهجوم الكارثي المحتمل على محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا الخوف الذي يسكن القادة في جميع أنحاء العالم : يجب ألا تتجاوز حرب أوكرانيا حدود أوكرانيا. بمعنى العمل على احتواء الحرب الأوكرانية وتبعاتها.
ما الخطأ في الهجوم على محطة الطاقة النووية؟
خلاف ذلك، لا أحد يعرف أين ستتوقف. وهذا أيضاً هو سبب رفض قادة الناتو إنشاء منطقة حظر طيران حول كييف. تريد دول الناتو تجنب مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا. وهي ذات الغلطة التي ارتكبوها في سوريا حين سمحوا لبوتين أن يستخدم قوته العسكرية في سوريا دون مناطق حظر طيران بحجة تجنب الصدام المباشر، إنهم يتبعون في هذا القواعد القديمة للصراعات التي نظمت العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، مما أثار استياء القادة الأوكرانيين. ومع ذلك، فإن امتداد الصراع خارج حدود أوكرانيا ممكن دائماً.
كان المبنى الإداري الذي تعرض للهجوم يبعد حوالي 500 متر عن أحد المفاعلات النووية الستة بالمحطة. شيئان مقلقان بشكل خاص للسلطات الأوكرانية. أولاً، تعرض مبنى قريب جداً من المفاعل للقصف، وثانياً، منع الجيش الروسي في البداية وصول رجال الإطفاء. يمكن تفسير ردود الفعل الأولية المخيفة للقادة الأوكرانيين بضجيج الحرب. لكن بعد ذلك، كانت الدعاية الأوكرانية التي أثارت خطر وقوع حادث نووي ستجبر جميع الأوروبيين على الخروج من بلادهم مبالغ فيها بشدة.وأن الحكومة الأوكرانية تود أن تنتشر الحرب إلى دول أخرى، لإضعاف الجيش الروسي.
هل يمكن للجيش الروسي أن يفعل خلاف ذلك؟
من المتوقع في منطق الغزو أن يسعى العدو للاستيلاء على البنى التحتية الرئيسية لبلد ما. لكنه كان بإمكان الجيش الروسي الاستيلاء على المحطة دون قصف أحد المباني الإدارية. مطلوب أقصى درجات الحذر في مثل هذه البيئة الخطرة. مخاوف قلة الاحتراف من الجيش الروسي. و كان للإهمال الواضح لهذا الجيش في مواجهة كارثة نووية محتملة تأثير صاعق على القادة الأوروبيين. وبالتالي فقيادة الجيش الروسي تشكّل من الآن فصاعداً مشكلة حقيقية، بالإضافة إلى مشكلة فلاديمير بوتين.
هل ستبقى الحرب محصورة في أوكرانيا؟
ثلاثة عناصر على وجه الخصوص يمكن أن تتسبب بتمدد الحرب خارج أوكرانيا. أولاً، أن الجيش الروسي يشكل خطراً مباشراً على أمن بقية أوروبا. وما كان يمكن أن يحدث هذا لو تم قصف المفاعل النووي. ثانياً، أن تهاجم روسيا إحدى دول الناتو، على سبيل المثال لمنع بولندا من العمل كمنطقة عبور للأسلحة الموجهة للأوكرانيين. ثالثاً، أن الاقتصاد الروسي ينهار بسرعة ويهدد قوة القيادة الروسية الحالية، مما قد يؤدي إلى إنذار عسكري روسي ضد الدول التي تفرض عقوبات.
هل منطق الحرب الباردة مازال ساري المفعول؟
ظلت الحرب الباردة باردة لأن القوى النووية لم تهاجم بعضها البعض بشكل مباشر أبداً، حتى لو كان الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة يشككان دائماً في الانتقال من صراع بالأسلحة التقليدية إلى صراع بالأسلحة النووية. في عام 2020، أعلنت روسيا عقيدة حرب جديدة تنص على أن الأسلحة الذرية هي رادع ويجب استخدامها فقط كإجراء متطرف وقسري. يبقى أن نرى ما هو التدبير المتطرف والقسري. لكن ظاهرياً، يتم احترام منطق الحرب الباردة.
هل ستقنع أوكرانيا الدول الأخرى بالالتزام بالمزيد من الدعم؟
لا، الوقت ينفد بالنسبة للجيش الأوكراني. لكنها أيضاً للجيش الروسي وفلاديمير بوتين.
إقرأ المزيد :