بقلم محمد زعل السلوم – الوان نيوز
مطاردة الأوليغارشية الروسية مستمرة
على الأقل من ناحية المظهر.
شهد العشرات من رجال الأعمال الروس الأثرياء تجميد أصولهم في جميع أنحاء الغرب. مثل مصادرة يخت لرجل أعمال روسي في هامبورغ الألمانية بقيمة 600 مليون دولار.
بالمقابل قامت كندا بوقف استيراد النفط الروسي رغم أنها أوقفته منذ عامين، وعلى الرغم من أنها كانت بادرة رمزية في الوقت الحالي أكثر من أي شيء آخر. وأن فعاليتها في تغيير مجرى الأحداث بعيدة كل البعد عن الوضوح.
الأوليغارشية الروسية الحاكمة الخاضعة للعقوبات هنا لديهم أصول قليلة أو معدومة في كندا على سبيل المثال. وأولئك الذين يمتلكونها لا يزال لديهم مسار واضح. ولكنهم في أوروبا يغطون بامتلاكهم للعقارات والشركات في أوروبا ما نسبته 85 بالمائة من الدخل القومي الروسي الذي يصل إلى 1.1 ترليون دولار، بمعنى حتى لو فرضنا تضرر الاقتصاد الروسي بشكل مباشر بنسبة 35 بالمائة من العقوبات الدولية، فإن الأوليغارشية الروسية قادرة على التعويض وبالتالي لابد من استهدافها مباشرة.
خطوط الأنابيب
هذه هي الطريقة التي يواصل بها الملياردير رومان أبراموفيتش القيام بأعمال تجارية في كندا مثلاً وأماكن أخرى.
وليس آخراً. تقوم شركة تعدين يمتلك فيها هذا الملياردير حصة كبيرة بتوريد الفولاذ لبناء خطوط الأنابيب الخاصة بكندا.
في غضون ذلك، يتم معاقبة العشرات لعدم استثمار بنس واحد في كندا.
هذا يذكرنا بأن الحرب كانت دائماً مسألة علاقات سياسية.
الموقف يستحق بقدر الإجراءات.
الأشرار الطيبين
هذه الأوليغارشية الروسية من رجال الأعمال ذوو المليارات وذوو أسلوب الحياة الملكية الفائقة الخيال.
توعدهم جو بايدن في خطابه عن حالة الاتحاد بمصادرة “اليخوت والشقق الفاخرة والطائرات الخاصة”. التي يمتلكوها.
وستخصص الولايات المتحدة وحدة تحقيق خاصة لهذه المطاردة.
في حرب يتم لعبها على TikTok و Instagram ، فإن هؤلاء الأوليغارشيون الأشرار مثل سلسلة أفلام جيمس بوند يشكلون صورة الأشرار الدسمين.
نتائج ؟
هل ستغير مهاجمة النخبة الاقتصادية في روسيا أي شيء بالنسبة لبوتين؟
على الاغلب لا.
قال أنتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية : “عليك أن تقرأ العقول”.
“الأوليغارشية عرضة للعقوبات الاقتصادية، لكني أظن أن بوتين أكثر تأثراً في هذه المرحلة بجيشه المتشدد”.
خبير في النخب الروسية يوافق في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
قال بيتر روتلاند من جامعة ويسليان : “يمكن للغرب أن يستولي على بعض ممتلكات النخبة الروسية، وهذا يجعلنا نشعر بتحسن ويجعلهم غاضبين قليلاً، لكنه لن يغير ديناميكيات الصراع”.
شدة العقوبات الاقتصادية الغربية لم يسمع بها من قبل و يمر الروبل بانهيار تاريخي.
الروسي العادي يراقب مدخراته وهي تتزايد. كما حذرت وزيرة المالية الكندية كريستيا فريلاند من “الأضرار الجانبية” للعقوبات على الاقتصاد الكندي.
يمكننا أن نراهن بالمقابل على أن الأوليغارشية ستستمر في الاستمتاع بألعابها الفاخرة.
إقرأ المزيد :