تم في الأونة الأخيرة انتشار لافت لظاهرة نشر صور الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي ،وهو ما يعرف بالسلفي .. لذلك أود أن أنوه الى عدة
نقاط أردت إيضاحها للقارئ لضبط هذه الظاهرة والحد من مساوئها أو الأخطار المترتبة عليه، وهذه النقاط هي:
نظرة اجتماعية حول نشر صور الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي
حذرت جمعيات عديدة مختصة من ظاهرة نشر صور الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي ، ومنها الجمعية الألمانية لحماية الاطفال
وعللت السبب بأن الصور قد تكون محرجة لهم مايتسبب بحدوث مايدعي بالتنمر عليهم لاحقاً بين أقرانهم في المدرسة أو في الحي او بين اقربائهم .
حيث قالت الجمعية أن نشر صور الاطفال مع اخفاء الوجه بالرموز التعبيرية ربمالن يكون حلاً كافياً بسبب ضعف بعض التقنيات والقدرة على استعادة الصورة الأصلية.
ونصحت الجمعية ، في حال رغبة الأبوين بنشر صور اطفالهم بالتصوير ان يكون بلباس يستر جميع الجسد ، خشية استغلال الصور جنسياً من قبل
المرضى أصحاب الميول الجنسي نحو الأطفال “البيدوفيليا” وهي ظاهرة مرضية مزعجة جداً وتحمل سلبيات كثيرة قد تضر الطفل وتجعله عرضة للتعامل المسيء جنسياً من قبل المصابين بهذا الميول الشاذ.
وقد قدمت الجمعية في تقرير لها نصيحة بطريقة التصوير ، كالتصوير الخلفي للطفل اوالتشويش واخفاء معالم الوجه بالاضافة لعدم ربط بيانات الموقع والمعلومات من اعدادات التصوير في الهاتف او الكاميرا وغيرها من الإجراءات لما في ذلك من حماية للطفل وتجنباً للوقوع في الأخطار الاجتماعية كالتنمر والأذى الجنسي ونحو ذلك.
تحذيرات دينية من هذه الظاهرة
اتفق كثير من علماء الدين المعاصرين على المخاطر المترتبة على المبالغة في نشر صور مظاهر الترف أو النعم الظاهرة من مال أو عيال على منصات
التواصل کانستغرام و تویتر و فيسبوك ، بما يشمل “صور الأطفال” لأنّ ذلك من المجازفة في حياته واستقرارها ، لما قد يلحق بك من أذى من عين أو
حسد وبعض الأحيان سحر، والذي حذر كثير منهم (أي العلماء) أنه ربما لايعدم السحرة من وسائل للوصول الى اثر للمسحور ، فضلا عن نقص الوازع
الديني للكثيرين الذين لايتورعون في إظهار الحسد او لايبالي بذكر الله عند رؤية النعم
الاختطاف الرقمي لصور الأطفال
يعبر هذا المصطلح عن “سرقة الهوية عبر النت” حيث عند نشر صور الأطفال عبر الانترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي يقوم السارق بحفظها لديه، ومن ثم توظيفها باسم وهوية جديدة لغايات غير سليمة.
وقد سجلت حوادث كثيرة من هذا النوع حيث يقوم السارق بنشر الصورة على ملفه الشخصي مدعياً أنها صورة لابنه أو أخيه الصغير وانتحال شخصيته والرد على التعليقات الواردة من الأصدقاء باسمه، ويعمد الكثيرون لهذه الطريقة للظهور بمظهر شخصية حقيقية بغية كسب ثقة المتابعين والإيحاء بأنهم يتعاملون مع شخص حقيقي يشارك صور أفراد عائلته إن كان في المدرسة أو الحديقة، ويحتفل بأعياد ميلادهم والمناسبات الخاصة بهم، ما يمنح ضحاياه الثقة به، وقد يرتّب لاحقاً لعمليات احتيال ونصب بناءً على ثقة الناس بشخصيته والأحداث الاجتماعية الموثقة بالصور والتي يشاركها على صفحته الشخصية بشكل دوري.
نصائح للحد من مخاطر نشر صور أطفالك على النت
لكي تضمن أكبر قدر من الأمان والطمأنينة بخصوص نشر صور الأطفال على التواصل الاجتماعي يجب اتباع النصائح التالية والعمل بحذر أثناء تطبيقها:
- عدم المبالغة في نشر صور الأطفال بشكل دوري ومنتظم يجعل جميع تفاصيل حياة الطفل في متناول المتابعين
- التحقق من إعدادات الخصوصية في وسائل التواصل الاجتماعي ،وخاصة الأمهات، لأن غالبية النساء تحرص على انتقاء الأصدقاء من ضمن دائرة المعارف فقط، لذلك يجب أن تكون الصور المنشورة للأصدقاء فقط
- عدم منح الحق في إعادة مشاركة الصور من ملفاتكم الشخصية
- التحدث بوضوح للأصدقاء المقربين حول خصوصية صور أطفالكم وعدم رضاكم لمشاركة أي أحد لها بشكل كبير وخارج الإطار المألوف لتناقل الصور
- حذف الأصدقاء ذوي الأسماء الوهمية وغير المعروفين من قبلكم
- تجنب نشر الصور مع البيانات الوصفية التي تحدد الموقع الجغرافي بدقة
- احرصوا على تجنب استخدام بيانات كاملة حول أطفالكم كاسم المدرسة أو عنوان المنزل أو أماكن تواجدهم إن كان في نادي رياضي أو حديقة أو غير ذلك لضمان عدم تعقبهم
- تجنب نشر الصور العارية أو شبه العارية للأطفال
إنّ الواقع الافتراضي أدخل إلينا الكثير من العادات مثل نشر صور الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي لذلك ينبغي الحذر من الغرق في هذه الظاهرة إلى درجة اللامبالاة، والاقتصار على النشر الطبيعي المنتظم أو عدم النشر أصلاً وتضييق دائرة القادرين على الإطلاع على هذه الصور.
إقرأ المزيد :