ماهو الفرق بين الضروريات وبين الرفاهيات بين الرغبات والاحتياجات ؟
نبدأ منذ بداية استلامك لراتبك الشهري , او مدخولك الدوري ,عندما تبدأ في وضع خطة شهرية، لجميع التزاماتك ومصاريفك , فواحدة من أهم الخطوات هي: تصنيف نفقاتك حسب إذا ما كانت احتياجات ضرورية ام ترفيهية ، وهي خطوة صعبة,لأن الاحتياجات والرغبات تختلف من فرد لآخر، ومن السهل ارتكاب خطأ وتصنيف الرغبات كنوع من الاحتياج، خصوصًا إذا كنت معتادًا عليها لدرجة لا تتخيل حياتك بدونها, لذلك: من المهم تحديد ميزانيتك بنجاح من خلال الفصل بين الاحتياجات والرغبات.
ما هي الكماليات مقابل الضروريات ؟؟؟؟؟
عند وضع الميزانية فإن الفصل بين الكماليات والاولويات او الضرورويات , يعني الفصل بين ما هو ضروري لسلامتك النفسية, ولبقائك على قيد الحياة، مقابل فيما ترغب في الحصول عليه ولكنه ليس ضروريًّا.
فالاحتياجات غالبًا هي نفقات المعيشة الأساسية, كالأشياء الضرورية لصحتك، أو النفقات اللازمة لتأدية وظيفتك مثل:
– إيجار المنزل .
– فواتير المياه والكهرباء والاتصالات .
– نفقات الرعاية الصحية .
– الأدوية .
– الطعام والشراب.
– هندامك وملابس العمل .
– وقود لمركبتك او مصاريف التنقل والمواصلات .
أما الكماليات: فهي أشياء تختار شراءها ولكنك تستطيع العيش بدونها، مثل:
– الترفيه .
– تناول الطعام في المطاعم وغيرها .
– السفر للسياحة .
– الإلكترونيات والاجهزة المحمولة بانواعها .
– الاشتراكات الشهرية أو العضويات .
– الملابس الجديدة .
والرغبات ليست شيئًا سيئًا في الأصل؛ فهي تُدخل السرور إلى قلبك، وتبقيك على تواصل مع أحبائك، وقضاء وقت ممتع معهم؛ ولكنها ليست ضرورية للبقاء على قيد الحياة.
احتياجات هي في الواقع رغبات:
أحيانًا ما يكون الخط الفاصل بين الرغبات والاحتياجات غير واضح، وقد يكون من الصعب تصنيف نفقاتك، وهناك أسباب مختلفة لذلك مثل:
نمط الحياة:
كَون النفقات هي رغبة أو احتياج , يعتمد على كيف ولماذا تستخدمها؟ فمثلًا: الإنترنت المنزلي , قد يكون احتياجًا , إذا كنت تعمل من المنزل، أما إذا كنت تستخدم الإنترنت لمجرد تصفح مواقع التواصل الاجتماعي , أو لممارسة ألعاب الفيديو، فهذا في الحقيقة رغبة وليس احتياجًا.
تقسيم النفقات:
بعض النفقات يمكن تصنيفها كإحتياج، والبعض الآخر كرغبة, فنفقات السوبرماركت او الذهاب الى البازار هي احتياج, لأن الطعام ضروري لبقائك على قيد الحياة، ولكن إذا كنت ستذهب إلى السوق لشراء رقائق البطاطس المقرمشة، أو المياه الغازية بدلًا من الأكل الصحي اللازم، فهذه تُصنف ضمن الرغبات , او الكماليات ولربما تدخل في تصنيف الترفيهيات .
فإذا خٌيرت , ماذا ستختار؟
وفي أحيان أخرى قد يقع التصنيف الكبير لنفقاتك ضمن الاحتياجات، ولكن الخيار المحدد ضمن تلك الفئة يعتبر رغبة.
فعلى سبيل المثال: فإن شراءك لهاتفٍ محمول من أجل التواصل مع أفراد العائلة أو الأصدقاء أو زملائك في العمل، هو أمر يمثل حاجة ضرورية، ولكن إذا اخترت شراء هاتف مرتفع الثمن للغاية، بغض النظر هل انت تملك ثمنه ام لا , فهذا يقع ضمن الرفاهيات , او الكماليات .
ويجب الانتباه إلى أن اختيار الرغبات ليس دائمًا سيئًا، فمثلًا إذا كنت ترغب في شراء الأطعمة العضوية فهذا خيار جيد من أجل صحة أفضل.
هل الادخار حاجة أم رغبة؟
الادخار في أغلب الأحيان يعتبر حاجة، خصوصًا إذا كنت تدخر للطوارئ، أو لسداد الديون، حتى لو كنت تُدخل مبلغًا يسيرًا للغاية شهريًّا.
ولكن إذا كانت ميزانيتك محدودة وفي نفس الوقت ترغب في الادخار من أجل التقاعد بعيد المدى، فهذه تعتبر رغبة، لأنه يمكنك أن تُمضي هذا الشهر بدون ادخار لهذا الغرض، وتنتظر قرار الادخار حتى يصبح لديك ميزانية أكبر.
قاعدة الميزانية ٥٠/٣٠/٢٠:
إذا اتبعت قاعدة ٥٠/٣٠/٢٠ عند وضع ميزانيتك، فهذا يعني أنك ستخصص:
– ٥٠% من نفقاتك للاحتياجات “بعد خصم الضرائب”
– ٣٠% من نفقاتك للرغبات
– ٢٠% من أموالك للادخار، أو سداد الديون إن وُجدت
تقسيم النفقات بهذه الطريقة: يعني أنه لا مشكلة إطلاقًا في شراء شيء مرتفع الثمن ويقع ضمن الرغبات، والتي ستخصص لها 30% من ميزانيتك الشهرية، فمن خلال تحديد كمية من المال , لا تتجاوزها للإنفاق على الرغبات، فهذا سيمنعك من الإفراط في الإنفاق، أو أن ينتهي بك الأمر إلى الكثير من الديون.
فالأساس في وضع الميزانية هو الوعي بكيفية إنفاق المال، فهذا لن يسمح لك فقط بصرف المال في حدود إمكاناتك، ولكن للتأكد أيضًا من أن نفقاتك تتوافق مع قيمك وأولوياتك.
إعادة النظر في الاحتياجات:
عندما تحتاج لتقليل نفقاتك من أجل التوفير، فإن التخلص من الرغبات غالبًا ما يكون أسهل وأول إجراء تذهب إليه, فمثلًا: يمكنك إنهاء عضوية صالة الألعاب الرياضية “الجيم” وممارسة رياضة الجري أو التمارين المنزلية.
وبالتالي تستطيع إلغاء الكثير من كمالياتك بهذه الطريقة , ولاتنسى ان النبي صلاوات الله وسلامه عليه قال: اني لا اخاف على امتي من قلة المال , بل اخاف عليهم من سوء التدبير .
إقرأ المزيد :