أداء الشرع والجماعات الإسلامية

  غياب خطوات عملية لضبط الأمن والخدمات

رغم الأوضاع الحساسة، لم نشهد تركيزاً كافياً على الإسراع في تشغيل الوزارات الخدمية الأساسية كالأمن، والنظافة، والكهرباء، والماء ، هذه الخدمات تمثل عصب الحياة اليومية للمواطن، وتأخيرها يُعمّق المعاناة ويُفاقم الشعور بالفوضى ، كان من الممكن استدعاء لجان شعبية مؤهلة لتأمين الأحياء، واستعادة الحياة تدريجياً، تماماً كما فعل النظام في ذروة أزماته عندما استعان بآليات شعبية لدعم مؤسساته ، علما كان لديه خمس جيوش وكل العالم يدعمه ، والسؤال المنطقي الذي يدور برأس كل عاقل ، لماذا تم إقصاء ضباط وصف ضباط وزارة الداخلية ؟؟؟ لماذا تم انهاء خدماتهم ولو مؤقتاً ؟؟؟ كان الأولى ان يتم الاستفادة منهم ومن خدماتهم ، وبعد فترة وجيزة يتم اعتقال ومحاسبة كل مرتشي وقاتل ومجرم بينهم ، لا إيقاف الصالح والطالح بيوم واحد، المطارات والمعابر البرية لماذا لم تكون هناك حلول اسعافية وسريعة لتشغيلها والاستعانة بدول صديقة مثل تركيا وقطر بتشغيل المطار للطيران الخارجي ، لتسهيل رجوع اهل البلد ، ولدعوة السفارات والهيئات الدبلوماسية والمجتمعية لرؤية ماحل بنا وإقناع المجتمع الدولي بتسريع عملية رفع العقوبات وإعادة الاعمار .

  غياب الكفاءات العسكرية المنشقّة

هناك تجاهل غير مفهوم للكفاءات العسكرية المنشقّة التي ساهمت بفعالية في إضعاف النظام مثل العميد إبراهيم جباوي، العميد نجيب الشلاف، العميد عبدالله الأسعد، والعقيد أحمد حمادة ، هؤلاء يمتلكون الخبرة والقدرة على وضع خطط أمنية وتنظيمية لإدارة المرحلة الحالية، لماذا لم يتم استدعاؤهم للاستشارة والمساعدة؟ منحهم هامشاً من الحرية للإنجاز كان سيعطي دفعة كبيرة لإعادة بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية.

 القصور الإعلامي وعدم استثمار الحرب الإعلامية

الإعلام يمثل جبهة رئيسية، لكن الأداء الحالي يعكس ضعفاً واضحاً،غياب قنوات فعالة كالتي يمتلكها النظام، وتأخر تشغيل التلفزيون السوري الحكومي أو حتى استخدام كاميرات محمولة لإجراء مقابلات في الساحات العامة مثل ساحة الأمويين، يُظهر غياب خطة إعلامية متماسكة، الإعلام الفعال يمكن أن يكون أداة لرفع الروح المعنوية وكسب الشرعية الدولية والمحلية، ايضاً يجب على الشرع تقديم متحدث باسم الحكومة يكون مهني متكلم بطلاقة مميزة ، وهذا ينطبق على وزير الاعلام الحالي ، انا أرى انهم غير متكلمين كما يليق بسوريا العظيمة التي أخرجت اعلاميين مثل فيصل القاسم او احمد الفاخوري او هادي العبدالله وجميل الحسن .

   احتكار السلطة وتأخير التكنوقراط

تعيين شخصيات عسكرية في المناصب المدنية، مثل المحافظين، يشير إلى غياب رؤية شاملة لدولة مدنية ، حكومة تصريف الأعمال تُدار بعشوائية، مع تجاهل الكفاءات التكنوقراطية مثل رياض حجاب أو جورج صبرا، احتكار السلطة من قِبل الفصائل العسكرية يُعيد ذاكرة “سوريا الأسد”، ويُهدد بتحويل الثورة إلى نظام مشابه ولكن بواجهة مختلفة، وقد قيل هل هي سوريا الشرع ؟؟؟ ، باعتقادي يجب على الحكومة التسريع بتشكيل حكومة انتقالية قبل التسعين يوم ، لان الثلاث اشهر هي ليست قانون لايمكن تجاوزه ، المصلحة تقتضي الان الإسراع بتشكيل حكومة انتقالية تكنوقراط تشمل جميع مكونات الشعب السوري بدون إقصاء .

بالنهاية :

التأخير في اتخاذ القرارات المصيرية يزيد معاناة الشعب ويُعمق السخط ، المرحلة الحالية تتطلب إدارة واعية تركز على إعادة تشغيل الوزارات الخدمية، استثمار الكفاءات المنشقّة، إصلاح الإعلام، وتشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على تحقيق العدالة والمحاسبة ، الثورة تحتاج اليوم إلى قيادة تمثل طموحات الشعب، وليس تكرار أخطاء النظام البائد .

إقرأ المزيد :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *