تؤدي الضغوطات المستمرة و المتاعب اليومية إلى غضب الوالدين و انزعاجهم الذي يصب بشكل أساسي على الأطفال، و في معظم الأحيان ينتهي الأمر عندما يدرك الأب أو تعي الأم الأمر و يعاودوا التعامل مع أبنائهم بشكل طبيعي و تنتهي مشاعر الغضب عند هذه النقطة، لكن مالا نعرفه بعد هو أن علم النفس الحديث أثبت أن هناك مجموعة من الكلمات و العبارات التي يتفوه بها معظم الآباء بدافع الغضب العارم أو المقارنات أو التوجيهات و تترك آثار سلبية بعيدة المدى على شخصية الطفل و نفسيته، لنتعرف عليها…
المقارنة العمياء و الاستخفاف بالطفل
من أشيع الأخطاء التي يقوم بها 99% من الآباء هي المقارنات بين الأصدقاء و الأقارب بقصد التحفيز و تعزيز الهمة، و قد يبدو الأمر لا قيمة له لكنه يتصدر بأول الأفعال في قائمة الأمور التي تدمر شخصية الطفل، يتبعها ذكر فشل الطفل و إخفاقه الدائم أمام المعارف و الأقارب و جعله في موضع سخرية و إحراج، و من هذه العبارات: (انظر إلى ابن خالتك، ما الذي ينقصك عن فلان، بماذا يتميز فلان عنك، لقد قدمنا لك كل ما تحتاجه لتتفوق….).
الضرر في نبرة الكلام و ليس محتواه
في كثير من الأوقات تكون طريقة التوبيخ و نبرة الصوت قاسية لدرجة أنها تترك أثر سلبي يفوق أثر الكلام الموجه للأطفال، و في إطار ذلك أثبتت الدراسات العلمية و الأبحاث الأخيرة أن الطفل لديه حساسية عالية من النبرة القاسية و المزاج المضطرب الذي يتعامل به الوالدين دون إدراك، و على الجانب الآخر فإن السكوت و معاقبة الطفل بعدم التحدث معه يسبب ضرر نفسي موازي لضرر الكلام الصارخ أو أكثر، فقد يصطدم الطفل بانقطاع التواصل و التفاعل مع والديه الذين اعتادوا أن يتحادثوا معه منذ نعومة أظفاره.
العبارات التي تقلل من قيمة الطفل
(سوف تفهم عندما تكبر، ما زلت صغيراً على هذه الأمور، ستعي ذلك عندما يكون لديك أطفال ذات يوم، لا تكن عبئاً علينا، لا تتدخل في أحاديث الكبار، توقف عن كونك هكذا …) و عبارات كثيرة على هذه الشاكلة، جميعها لها دور في تحجيم الطفل و وضعه نفسياً داخل قفص لا يستطيع الخروج منه مهما بلغ عمره، لذلك يحذر علماء النفس و أخصائيين التربية من إبعاد الطفل عن النشاطات و الواجبات التي لا يستطيع القيام بها و ينوهون إلى ضرورة دمجه بالحياة الواقعية بشكل تدريجي دون حواجز و ثغرات.
إقرأ أيضاً :