كيف هو شعور أن تدفع بضعة أبحاث و دراسات علمية عميقة شخص لا يقر بوجود إله إلى الإيمان بالله تعالى بشكلٍ مطلق، و هذا ما يمثل جوهر قصة عالم الوراثة و الطبيب الخبير و مدير مشروع الجينوم البشري “فرانسيس كولينز”، لنتعرف عليها عن قرب..
من هو فرانسيس كولينز؟
مواطن أمريكي ولد في أسرة ملحدة أبعد ما تكون عن الديانة الإسلامية، نشأ في الولايات المتحدة الأمريكية و لم يفكر باعتناق الإسلام إلى أن توصل إلى نظرية التصميم الذكي ضمن سلسلة أبحاثه الجامعية التي تمحورت حول البيولوجيا الجزيئية و الجينات و الحموض النووية (DNA)، حيث استنتج أن علم الوراثة و التعمق فيه يودي إلى التيقن بوجود خالق لهذا الكون بأكمله بشكل حتمي، فلا يمكن أن تكون جميع هذه المجريات و التفاصيل متعلقة بالمصادفة و العشوائية، و في نهاية المطاف جمع العالم “كولينز” حصيلة أبحاثه الجزيئية في كتاب وصف فيه الحمض النووي منقوص الأوكسجين الذي يسمى اختصاراً (DNA) بأنه لغة الله، و منه اشتق تسمية كتابه الشهير (THE LANGUAGE OF GOD)
مرحلة إيمان العلماء بالمعجزات الإلهية!
تعرف المعجزات بأنها خرق لقوانين الطبيعة و تعطيل مؤقت لمسارها، و يعرف العلم الحديث بأنه يفسر جميع الظواهر و يحللها بشكل منطقي و مفهوم.
هنا يكمن التناقض الجذري بين الجانبين، حيث تأتي المعجزات الإلهية و النبوات لتخالف العلم و في إطار ذلك تطرح على العالم فرانسيس تساؤلات و مناقشات عديدة مفادها: كيف لعالم ذو شأن علمي رفيع و قدرات عقلية فائقة أن يؤمن بالإعجاز الإلهي الكامن في الخوارق والنبوات؟!
ليجيب العالم على هذه الأسئلة بـ”نعم” يمكن ذلك في بعض الاستثناءات، لكن لا ينطبق على جميع الظواهر التي يدعوها العوام بالمعجزات، فليس كل حدث يعجز عقل الإنسان عن تفسيره و تحليله هو معجزة.. و أبرز مثال في هذا السياق هو قيام المسيح الذي يشكل لب الديانة المسيحية.
مفهوم الألوهية و الربوبية من وجهة نظر عالم
يقول العالم فرانسيس أن هناك إشكال كبير عند التفكير بعقل علمي يمكن تلخيصه بثلاثة أسئلة و هي :
1-هل تؤمن بوجود خالق لهذا الكون و هو الله؟ “مفهوم الألوهية”
2-هل تؤمن بأن الله تعالى خارج عن قوانين الطبيعة و غير محكوم بها، إنما هو المتحكم الوحيد فيها يمكنه تسييرها و تعطيلها؟ “مفهوم الربوبية”
3-هل تؤمن بأن الإله لا يزال يتحكم في الظواهر الكونية و الدنيوية حتى اللحظة؟ “مفهوم الربوبية”
أردف.. في حال كانت إجابتك على الأسئلة الثلاثة بـ “نعم” فيمكنك تقبل فكرة المعجزة الخارقة للطبيعة دون صعوبة، فعندما يؤمن الإنسان بالإله سيوقن بأن هذا الإله قادر على قلب الموازين في ظروف استثنائية لحكمة أو لتنبيه طارئ، و أوضح الطبيب الأمريكي أن مجمع العلماء ككل يصنفون مفهوم المعجزات و الخوارق في آخر اهتماماتهم التفسيرية، و هذا لا ينفي وجودها كاستثناءات
إقرأ أيضاً :