بعد الدراسات والأبحاث العلمية الكثيرة التي أثبتت لنا ما تشكله الرضاعة الطبيعية من عامل حيوي أساسي لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، وجد فريق من الأطباء و الباحثين في المستشفى الجامعي للأطفال “سيسيناتي” الواقعة في ولاية أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية أن هناك رابطة قوية بين الرضاعة الطبيعية و التخلص من السمنة المفرطة بآلية صادمة، إليك التفاصيل..
بروتينات تنظم عملية الأيض في حليب المرضع
أظهرت الدراسة الأخيرة أن حليب الأم غني بالبروتينات والحموض الأمينية التي تنتجها خلايا دهنية و خلايا مسؤولة عن تنظيم الاستقلاب و الأيض في جسم الإنسان، تعرف هذه البروتينات باسم “أديبونيكتين”.
تقوم آلية العمل الحيوية على إفراز الخلايا الدهنية لبروتينات الأديبونيكتينات التي تنظم استقلاب الجسم للسكريات و الكربوهيدرات و الدسم الموجودة في الدم.
بالإضافة إلى ذلك يوجد بروتين آخر موجود في حليب المرضع يدعى “ليبتين” يعمل بالتآزر مع “أديبونيكتين” في تنظيم تقويض الدهون في جسم الإنسان.
و يرتبط تأثير استقلاب الدهون و تخفيف السمنة الزائدة بعامل الزمن، أي أن تأثير إنقاص الوزن تراكمي يتناسب طرداً مع مدة الرضاعة.
الفوائد اللامتناهية للرضاعة الطبيعية
تتوالى سلسلة الأبحاث العلمية بشكل يومي حول أهمية الرضاعة الطبيعية التي تنعكس على الأم و الرضيع معاً، ولا تقتصر الفائدة على الجانب الصحي إنما تشمل الجوانب النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية أيضاً
ففي الدرجة الأولى تعمل الرضاعة الطبيعية على مكافحة سرطان الثدي وإعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي، وبآلية معقدة تسهم في التخلص من الشحوم المتراكمة في فترة الحمل، وكذلك هناك علاقة وطيدة بينها وبين الإصابة بالسكري من النمط الثاني وزيادة مقاومة الأنسولين، وتقي الرضاعة الطبيعية من الإصابة بأمراض القلب التاجية.
و يضمن حليب الأم كافة الشروط المتوافقة مع صحة الرضيع من علامة و حرارة و نسبة دسم و تركيب كيميائي، ولا يمكننا نسيان الدور الاقتصادي و السلوكي الاجتماعي حيث يأخذ الرضيع من أطباع و أخلاق مرضعته بشكل حتمي.
كيفية تعزيز الرابطة العاطفية بين الأم ورضيعها فيزيولوجياً
قد تتساءل عن نوع العاطفة القوية و مشاعر الأمومة المفاجئة التي تُلاحظ على الأم فور ولادتها، لكن في الواقع يعود ذلك إلى تحفيز إفراز هرمون مسؤول عن تقوية روابط الثقة و المحبة يدعى هرمون “الأوكسيتوسين” الذي يفرز من الدماغ بكميات كبيرة وفق سلسلة من العمليات المتتابعة بالتزامن مع مص الرضيع لثدي الأم، وفي حين كان الغرب يروجون لتجنب الرضاعة الطبيعية وتأثيرها على المظهر الجمالي للأم، أصبحوا في السنوات الأخيرة أكثر وعي ويقظة حول الرضاعة الطبيعية وأهميتها وأقاموا الندوات و المؤتمرات لتعزيز قرار الرضاعة الطبيعية لدى جميع الأمهات.
إقرأ أيضاً :