تتباين الآراء وتتناقض بشكل كبير عند الحديث عن الأدوية منتهية الصلاحية، حيث تنقسم التوجهات إلى مؤيد لفكرة احتفاظ الدواء بجزء من صلاحيته ومعارض لفكرة تقبله بشكل نهائي باعتبار أن لكل دواء خواص سامة يمكن أن تظهر بعد انتهاء فترة الصلاحية،
في الواقع كلا الفريقين لهم الحق في آرائهم لكننا اليوم سنتعرف على المعلومة الصحيحة في هذا الموضوع، مشيرين إلى وضع اليقظة الدوائية في الشرق الأوسط وطريقة التعامل مع الأدوية منتهية الصلاحية.
إليكم التفاصيل..
يمكن تناولها أم لا
إن الإجابة الصحيحة على هذا السؤال يعتمد على الشكل الدوائي، فهناك المضغوطات والكبسولات والمراهم والكريمات والحقن والشرابات والمعلقات وغيرها الكثير..
ولكلّ شكل منهم وضعه الخاص فيمكن للشرابات أن تحتفظ بخواصها لكن في حالة المعلقات قد يحدث ترسب أو تقشد يصبح بعدها الدواء غير صالح للاستخدام.
و فيما يتعلق بخطورة تناول الدواء منتهي الصلاحية فحقيقةً يمكن القول أن بعض أنواع الأدوية قد تتحول إلى سموم ضارة وبعضها قد يسبب أعراض جانبية خفيفة وبعضها الآخر قد لا يحدث أي تأثيرات، أي أن الأمر نسبي وهذا الموضوع يحتاج إلى استشارة طبية وصيدلانية ولا يجب التهاون به مطلقاً.
فلو كان تاريخ الصلاحية مجرد رقم يُطبع على علبة الدواء لم تكن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لتفرض قانون إلزامي لدراسة وتحديد فعالية الدواء ووضع تاريخ صلاحية له.
كيفية التعامل مع الأدوية منتهية الصلاحية
على عكس المتوقع فإن إجراءات التخلص من الأدوية منتهية الصلاحية بشكل آمن للبيئة و الكائنات الحية ليست بتلك البساطة، فلا يكفي رمي تلك الأدوية في البحر أو التخلص منها في التراب لأن ذلك ينعكس سلباً على البيئة.
ومن الجانب الاقتصادي فإن هذا الموضوع مُكلف للغاية حيث تُقدر قيمة الأدوية غير المستخدمة التي يتم التخلص منها سنوياً في بريطانيا حوالي 350 مليون دولار بحسب إحصائيات نظام الرعاية الصحية البريطاني.
وبما أن الكثير من الأشخاص يلجأون إلى إعادة الأدوية منتهية الصلاحية إلى الصيدليات كونها الطرف الأقرب للجميع والأكثر معرفة بهذا الموضوع فإن العواقب المادية المترتبة على ذلك ضخمة للغاية، و وفق دراسة علمية تم إجراؤها في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في المملكة العربية السعودية فإن تكلفة إعادة الدواء غير المستخدم إلى الصيدليات تجاوزت 2000 صنف دوائي بكلفة تفوق 26000 دولار في فترة شهر واحد فقط.
واقع اليقظة الدوائية العربية
إن مصطلح اليقظة الدوائية ليس بمصطلح حديث تماماً لكن تم العمل به وتطبيقه بشكل فعلي في السنوات الأخيرة في عدد من الدول العربية تحت مسمى “بلاغات اليقظة الدوائية”، التي انتشرت على المواقع الإلكترونية و يقوم فيها مقدم الرعاية الصحية بنشر ملاحظاته حول تداخلات دوائية غذائية أو مشاكل ناتجة عن إحدى العقاقير أو أعراض جانبية غير متوقعة، وقد يقدم معلومات دوائية ومواضيع توعوية في مجال الصحة لرفع مستوى الوعي الصحي الذاتي لدى الناس وزيادة سلامتهم
وعلى الرغم من ذلك فإن موضوع استهلاك الأدوية منتهية الصلاحية لم يتم تسليط الضوء عليه بشكل كافي، ليصبح نتيجةً لذلك مسؤولية على عاتق المستخدم ذاته.
إقرأ أيضاً :