أجريت دراسة حديثة لفحص عوامل الخطر لأعراض اكتئاب ما بعد الولادة ومن هنّ الأمهات الأكثر تعرضاً له وهل يؤثر على ذكاء الأطفال وتطورهم المعرفي والتعليمي في المستقبل. وقد أظهرت نتائج الدراسة التي تم نشرها في مجلة الاضطرابات العاطفية في اذار لعام 2022 أن خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة يكون أعلى بالنسبة للأمهات اللواتي ينجبن لأول مرة واللواتي ينجبن دون سن ال 25 وكذلك فإن الأمهات اللواتي تجاوزن سن الأربعين وأيضاً اللواتي ولدن توأمين هنّ أكثر عرضة للاكتئاب من غيرهن.
تفاصيل الدراسة
تعتبر هذه الدراسة هي الأولى من نوعها وتأتي أهميتها من كونها كبيرة ومتعددة الثقافات والجنسيات حيث شمل حجم العينة مليون امرأة من 138 دولة مختلفة وقد أتيحت الدراسة بعشر لغات مختلفة وصممت من قبل باحثين من كلية الطب بجامعة فيرجينيا وجون هوبكنز وقد أجريت لمعرفة خطورة أعراض اكتئاب ما بعد الولادة ومن الأمهات التي تتعرض له أكثر من غيرهن وتأثيره على الأطفال، وتم من خلال الدراسة طرح أسئلة تتعلق بمزاج وحالة الأم العاطفية بعد الولادة وقد تراوحت الأجوبة بين عدة حالات من معنويات عالية إلى قلق أو عدم رضا أو الشعور باليأس.
وأظهرت الدراسة أن الحمل بتوأم قد يكون أكثر تعقيداً من حالات الحمل الفردي ولديه معدلات أعلى من الاكتئاب كما ان هناك أسباب نفسية واجتماعية تجعل الحمل للنساء فوق سن ال 40 يعرضهن لمعدلات أعلى من اكتئاب ما بعد الولادة.
علامات الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة
من كل 8 حوامل فإن هناك امرأة تعاني من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة وذلك وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة، وتشمل أعراض اكتئاب ما بعد الولادة على العلامات التالية
• الحزن الشديد والبكاء المتكرر
• صعوبة في التركيز وقلة في الطاقة
• مشاكل في النوم
• وجود أفكار لإيذاء النفس او الطفل
وإذا استمرت هذه الأعراض لأكثر من أسبوعين فإنه وفقاً للخبراء يجب التواصل مع طبيب.
هل يؤثر هذا الاكتئاب على ذكاء الطفل؟
حسب نتائج الدراسات في موقع هيليو المتخصص في الرعاية الصحية فإن معالجة هذا النوع من الاكتئاب ليس فقط من أجل تحسن حالة الام إنما من أجل الطفل أيضاً فإن أطفال الأم المكتئبة يكونون أصحاب معدلات ذكاء وتطور لغوي اقل مقارنة بأطفال الأم السوية كما يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص في الانتباه ويعانون من مشاكل سلوكية وخطر الإصابة بالاضطرابات النفسية إذا تطورت الحالة.
وفي دراسة أخرى في تشيلي أظهرت أن الأمهات اللواتي لديهن اكتئاب يمنحن الطفل دعم عاطفي ومادي اقل مما يؤثر بشكل سلبي على نموهم وتطورهم المعرفي. كما أنها ترتبط بشكل كبير بانخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال
وإذا كانت نوبات الاكتئاب قصيرة المدة فلا تؤثر على الأطفال لكنها تؤذي الأم ولكن إن استمر الاكتئاب لأكثر من ستة أشهر بعد الولادة فإن المخاطر تزداد بشكل ملحوظ لكل من الأم والطفل.
ومما سبق نجد أن اكتئاب ما بعد الولادة يؤثر على تربية الام لطفلها لذا يجب الانتباه لأعراضه وإحاطة الأم بدعم اجتماعي كبير وتوفير وقت لها لهدوء والراحة وتناول الأدوية إن كان الوضع يستدعي ذلك.
إقرأ أيضاً :