أطلق علماء البيئة تحذيرًا من احتمال وقوع كارثة بيئية مرعبة هذا القرن، وهي ثوران بركانٍ هائل سيؤدي في حال حدوثه إلى تغيرات كبيرة في مناخ كوكب الأرض كما سيعرّض حياة ملايين الكائنات الحيّة للخطر.
وقد ذكر العلماء أنّ هناك احتمال واحد من ستة لحدوث هذه الكارثة المرعبة خلال الأعوام الـ78 المتبقية من هذا القرن، هذا وفق ما أوردته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية في تقريرٍ لها.
ما مقدار قوة ثوران البركان المحتمل وقوعه
أجرى علماء معهد “نيلز بور” في الدنمارك تحليلًا لطبقة اللب الجليدي في جزيرة “غرينلاند وأنتاركتيكا”، وأظهرت النتيجة أن ثوران البركان المحتمل قد يكون بقوة 7 درجات، أي أنّه يمكن أن يكون أقوى بـ 10- 100 مرة من البركان الذي ثار سابقًا في المحيط الهادئ يناير الماضي.
وقد وقع البركان السابق في “هونغا تونغا هونغا ها إباي” في يناير الماضي في دولة تونغا بالمحيط الهادئ، وكان تأثيره قويًا إلى درجة أنه تسبب بموجات مدٍّ بحري أو ما يُعرف ب “تسونامي”، والتي وصلت إلى اليابان وأميركا الشمالية وأميركا الجنوبية، لكنّ دولة “تونغا” كانت هي الأكثر تضررًا من جراء هذه الموجات، حيث تعرضت إلى خسائر ماديةٍ فادحة قُدّرت بنحو خُمس الناتج المحلي الإجمالي.
وقد ذكر العلماء في معهد” نيلز بور” الدنماركي أنّ القادم أسوء وأنّ ما هو أخطر لم يحدث بعد، فاحتمال الثوران البركاني الضخم أمرٌ متوقعٌ هذا القرن، وخاصةً في ظلّ غياب برنامجٍ عالمي لحماية الأرض في حال حدوث ثوران بركان هائل، وهو أمرٌ قد يزيد احتمال حدوثه بمئات المرات عن احتمال اصطدام الكويكبات والمذنبات معًا بالأرض.
وكان أستاذ البراكين في جامعة برمنغهام مايكل كاسيدي، قد صرّح لمجلة “ناتشر” العلمية مُعربًا عن تخوفه من حدوث الانفجار البركاني الهائل قائلًا: “لا يوجد عمل منسق، ولا استثمارات ضخمة، للتخفيف من حدة الآثار العالمية للانفجارات البركانية الضخمة، هذا الأمر يحتاج إلى تغيير، فالعالم ليس مستعدًا لحدوث مثل هذه الكارثة”.
آخر ثورانٍ بركاني هائل شهده العالم
كان آخر ثوران بركاني هائل شهده العالم قد بلغت قوته 7 درجات، والذي وقع عام 1815 في إندونيسيا، مما تسبب بمقتل أكثر من 100 ألف شخص، وشعر بتأثيره الملايين حول العالم، كما أتلف حينها المحاصيل الزراعية في الصين وأوروبا وأميركا الشمالية.
لكن وقوع مثل هذا البركان في عصرنا الحالي قد يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية أكثر فداحة، نظرًا للكثافة السكانية المتزايدة في العالم، إضافةً إلى ترابط العالم بعضه ببعض اقتصاديًا وماديًا، هذا بحسب ماصرّح به كاسيدي.
إقرأ أيضاً :