تداول الناشطون مؤخرًا خبر ظهور ما يعرف ب “أحجار الجوع” مجددًا، وذلك بعد انحسار مناسيب الأنهار في أوروبا بسبب التغير المناخي، وهي أحجارٌ قديمة حذرت فيها الأجيال الغابرة من خطر كوارث قادمة مثل المجاعات والجفاف.
ما حقيقة ظهور أحجار الجوع
ذكر موقع “arst وقد أوضح الموقع أنّه بعد التدقيق في صحة ظهور “أحجار الجوع” مجددًا، تبيّن echnica” المتخصص في الشؤون العلمية والتقنية بشكل رئيسي أنّ روّاد مواقع التواصل الاجتماعي وخاصةً في ألمانيا والتشيك قد تداولوا مؤخرًا خبر عودة ظهور “أجحار الجوع” مجددًا بعد موجة الجفاف والتغير المناخي الذي يضرب قارة أوروبا في الآونة الأخيرة، وقد أوضح الموقع أنّ القصة تعود إلى تغريدةٍ كتبها أحد روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في الحادي عشر من أغسطس/ آب الجاري، مرفقًا التغريدة بصورةٍ تشير إلى نقش على أحد الحجارة التي برزت أخيرا إثر انحسار منسوب نهر إلبه في التشيك وكتب عليه: “إذا رأيتني.. إبكِ”، وكتب على هذا النقش أنه يعود إلى عام 1616.
إلّا أنّه وبعد التدقيق في صحة خبر ظهور “أجحار الجوع” مجددًا تبيّن أنّ ما جرى تداوله مؤخرًا ليس سوى إعادة نشر تغريدةٍ ذات محتوى مماثل تم نشرها في عام 2018، عندما جرى حديث في أوروبا حينها عن “أحجار الجوع” إثر الجفاف الشديد الذي ضرب القارة العجوز في ذلك العام، وبذلك تم نفي ظهور أحجار الجوع مجددًا في الوقت الحالي.
ما هي أحجار الجوع
أحجار الجوع لها تاريخ طويل في أوروبا، تقوم فكرتها على تسجيل أعوام الجفاف عندما تنحسر مياه النهر على الصخور التي كانت تغمرها المياه، لتحذير الشعوب من اقتراب بعض الكوارث التي قد تطالهم كالمجاعات والجفاف.
وهناك منحوتات قديمة تشير إلى موجات جفاف في أعوام 1417و 1473، لكن هذه الأرقام تعرضت للتخريب بسبب رسو السفن على مر القرون، كما أنّ هناك أعوامًا أخرى سجلتها الأجيال السابقة مثل أعوام 1707و 1746و 1790 و 1893.
وقد كانت تلك الحجارة أحد مصادر دراسة بحثت في تاريخ الجفاف الذي ضرب تشيك بين عامي 1090و 2012، باعتبارها بيانات كتابية موثوقة.
موجات الجفاف الكبرى
على الرغم من موجة الجفاف الحالية التي تعاني منها أوروبا، فإنها لم ترقَ بعدُ إلى “موجات الجفاف الكبرى” التي كانت أكثر شيوعاً قبل الثورة الصناعية، وفقاً لما نقلته صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية، مستندةً إلى دراسة نشرتها عام 2015 مجلة Science Advances، قال فيها الباحثون إن السجلات التاريخية تشير إلى أن فترات الجفاف كانت “أكثر حدةً واتساعًا وأمدًا” في نصف الكرة الشمالي، بخاصة بين القرن الحادي عشر ومنتصف القرن الخامس عشر.
ووفقًا لخبراء الأرصاد فإنّ أوروبا تعاني حاليًا من أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام، إذ تأثر نصف القارة تقريبًا بنقصٍ حادٍّ في هطول الأمطار، كما أنها كانت تصارع موجات الحر التي حطمت الرقم القياسي هذا الصيف.
إقرأ أيضاً :