أي شخص سبق أن نظر إلى السماء قبل هطول الأمطار الغزيرة قد رأى هذه الظاهرة : عندما تكون على وشك المطر، تميل الغيوم إلى اللون الداكن، لتصبح رمادية أو حتى سوداء. لكن لماذا يتغير لونها؟
الشمس تختبئ، مجال رؤيتك يظلم فجأة، تنظر لأعلى وتكتشف سماء سوداء ومهددة مليئة بالغيوم التراكمية. أنت تعرف حينها وتتوقع أن المطر ليس ببعيد! لكن لماذا تظهر السحب الداكنة في السماء عندما تمطر؟ لفهم ذلك، يجب علينا أولاً أن نعود إلى تكوين السحب ذاتها.
قطرات ناعمة بما فيه الكفاية
بعض الماء الموجود على الأرض، على سبيل المثال في الأنهار أو المحيطات، يتبخر تحت حرارة أشعة الشمس. وهكذا فإن الهواء الذي يحيط بنا يكون مشحوناً بالماء في شكله الغازي، وهو بخار الماء الشهير. ومع ذلك، عندما يسخن الهواء بالقرب من الأرض، يبدأ في الارتفاع في السماء، مع أخذ الأخير معه إلى ارتفاع متزايد البرودة.
عندما يبرد الهواء، يتكثف بخار الماء ليشكل قطرات صغيرة جداً وخفيفة جداً أو حتى بلورات ثلجية تتحد تدريجياً وتبقى معلقة لتشكل السحب. عندما تكون السماء مليئة بالغيوم البيضاء، فإن خطر الزخات موجود ولكنه ليس وشيكاً. في الواقع، في هذا التكوين، تكون القطرات والبلورات التي تشكل الغيوم رقيقة بما يكفي لتعكس الضوء وتعطي هذا الانطباع عن البياض.
غيوم تمتص الضوء
ومع ذلك، عندما يزداد حجم هذه القطرات وتكون الغيوم مشحونة بها أكثر، فإنها تمتص المزيد من الضوء على حساب الأرض والبشر الذين يتلقون كميات أقل. النتيجة : لدينا انطباع بأن قاعدة السحب رمادية داكنة أو سوداء. والنتيجة المنطقية لهذه الظاهرة هي أن القطرات تصبح كثيفة وثقيلة لدرجة أنها تنتهي في النهاية بالسقوط، على شكل مطر أو بَرَد أو ثلج.
من وجهة نظر الأرصاد الجوية، يميز المتخصصون نوعين رئيسيين من السحابة المرتبطة بالمطر وهما : nimbostratus أي طبقات السحب المطيرة التي لا تنتج البرق، و cumulonimbus أي السحب التراكمية السميكة التي يمكن أن تولد البرق والرعد والأمطار الغزيرة. كلا الاسمين مشتق من الكلمة اللاتينية nimbus، والتي تعني “سحابة المطر” أو “مطر العاصفة”.
إقرأ أيضاً :