بقلم الدكتور محمد عفيف القرفان ــ ألوان نيوز
الغضب يُذهب العقل :
قضى صديقي ليلته وضميره يؤنبه على ما فعله من عنف في نوبة غضب أصابته مع ابنه الذي حصل على تقرير درجاته الدراسية، حيث كان بعضها لا يرقى إلى طموح الأب المتلهف لرؤية ابنه متفوقاً في دراسته.
في حالة صديقي كان يمكنه أن يجلس مع ابنه لبحث الأسباب وإيجاد الحلول وتوظيف تلك الطاقة -التي ستخرج حتماً- وتحويلها إلى وقود إيجابي نافع الأثر؛ إذ إن للإنسان قدرة هائلة على تحويل الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية فتصبح تلك المواقف المزعجة فرصاً للتحسين والتطوير.
“والكاظمين الغيط والعافين عن الناس والله يحب المحسنين” آل عمران ١٣٤
وحتى يستطيع الإنسان أن يضع مشاعر الغضب تحت السيطرة، يمكن اتباع الخطوات الآتية:
١- الإعتراف
اعترف لنفسك بأنك في حالة غضب ولا داعي للإنكار (أنا غاضب فعلاً وهذا أمر غير صحي لي ولمن حولي)
٢- الإحتواء
قم باحتواء حالة الغضب من خلال:
- الخطاب الذاتي الإيجابي (أنا شخص رائع والغضب لا يليق بالرائعين..)
- ترديد آيات أو أحاديث أو أذكار مثل الاستغفار أو التسبيح أو الحمد..
- استرداد السكينة الداخلية من خلال التوقف عن الكلام والفعل
- فكر بعواقب الغضب (ندم – ضيق..)
- قم بتغيير مكانك أو الوضعية التي كنت عليها عندما غضبت
- إشرب ماءً أو عصيراً..
- استرخ على أقرب أريكة
وتذكر الحديث الشريف: “ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”
٣- حوّل الموقف لصالحك
كأن تعتذر ممن كانوا بالقرب منك عندما كنت غاضباً، فالغضب شعور وسلوك بشري يمكن أن يمر به أي إنسان؛ وكونك تعتذر عن هذا السلوك البشري هو اعتراف منك بإنسانيتك وبأنه أمر مؤقت وطارئ عندها سيتفهم الآخرون الحالة التي كنت عليها ويثنون على رجوعك إلى الصواب.
٤- ابتسم واسخر من التصرف “غير اللائق” الذي قمت به وقدم وعداً لنفسك بأنك ستتصرف بشكل أفضل في المرة القادمة.
يقول عنترة:
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
ولا ينال العلا من طبعه الغضب
من غضب منك و لم يؤذيك، هو الأحق بصداقتك ففي الغضب تظهر معادن الرجال.
إقرأ أيضاً :
