شهدت بريطانيا احتجاجات كبيرة من قبل المسلمين فيها بسبب عرض صالاتها فيلماً مسيئاً للإسلام يحمل اسم “سيدة الجنة”، والذي من المفروض أنه يتحدث عن قصة حياة فاطمة الزهراء ابنة الرّسول محمد صلّى الله عليه وسلم، إلا أنه لم يركز إلا على بعض الروايات المغلوطة التي تظهر خلافات بينها وبين صحابة الرسول أبو بكر الصديق وعمر ابن الخطاب، مما استنكره المسلمون واعتبره تأجيجاً لنار الفتنة بين السنة والشيعة، ناهيك عن استنكار تجسيد الفيلم لهذه الشخصيات.
هذا وقد تصاعدت الأزمة بعد بدء عرض الفيلم في مطلع حزيران الحالي، حيث نجحت الاحتجاجات في إجبار شبكة “سيني وورلد” على وقف عرض الفيلم في جميع دور العرض في بريطانيا، وقال المتحدث الرّسمي للشركة بأنه قد تقرر إلغاء العرض حفاظاً على سلامة العاملين والمشاهدين، بعد أن قام أكثر من 120.000 شخص بتوقيع عريضة يطالبون فيها بسحب الفيلم.
إقالة بريطانيا لإمام جامع بسبب تعليقه على الفيلم:
عمدت السلطات البريطانية إلى إقالة “قاري محمد عاصم” الإمام في مسجد مكة في “ليدز” ببريطانيا من منصب نائب رئيس مجموعة الإسلاموفوبيا، وذلك بسبب منشور قام بنشره على فيسبوك، والذي وصف فيه الفيلم بأنه مؤذي لمشاعر المسلمين، الأمر الذي اعتبرته السلطات سبباً في قيام مظاهرات تشجع على الكراهية والعنف، كما اعتبرت أن الممنشور يحدّ من حرية التعبير.
المغالطات والأخطاء في الفيلم:
زعم الفيلم أن الصحابيين الجليلين أبو بكر وعمر رضي الله عنهما قد قاما بإحراق منزل فاطمة الزهراء، وإجبارها على السكن في خيمة صغيرة، إضافة إلى الاعتداء عليها بدنياً، الأمر الذي تسبب في إجهاضها أولاً وفي وفاتها ثانياً بعد أسابيع قليلة متأثرة بشدة الإصابة البدنية والحزن الشديد.
كما عرض الفيلم أن أبو بكر رضي الله عنه قد استولى على أموال خيبر وأراضي النبي محمد عليه الصلاة والسلام، بالإضافة إلى قطع الشجرة التي تحمل اسم السيدة فاطمة.
هذا ومن بين المغالطات المسيئة أيضاً هو ظهور نساء النبي محمد عليه الصلاة والسلام وهن يرتدين أزياءً عصريةً بعيدةً عن الملابس التي ميّزت النساء في شبه الجزيرة العربية بشكل عام وأمهات المؤمنين بشكل خاص.
الجدير بالذكر أن صناع الفيلم قد جسدوا شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، وابنته فاطمة رضي الله عنها، لكنهم استخدموا المؤثرات البصرية لإخفاء الوجه واستبداله بوضع هالة من الضوء، الأمر الذي جعله التصرف الوحيد الذي احترم مشاعر المسلمين في الفيلم بأكمله!!
إقرأ أيضاً :