لن يكون دماغنا خليقة حديثة. بل على العكس من ذلك، لن يكون تطور حيوان لا يضاهي قوة الإنسان والرئيسيات ولا يتمتع بالرياضة.
إن دماغ الإنسان العاقل هو بلا شك أعظم سلاح له. ومع ذلك، سيكون إرثاً من سلف بعيد لم يكن يبدو ذو أهمية بصراحة …
أسلافنا الإسفنج :
جسدياً، البشر المعاصرون بعيدون عن كونهم أخطر حيوان على وجه الأرض. بالتأكيد نحن متعددون وقادرون على الجري والسباحة والتسلق. لكن بدون أدوات في مواجهة غوريلا مسعورة أو نمر جائع أو كنغر مستفز، لن نبقى طويلاً.
لا، ما يميزنا عن الحيوانات الأخرى هو بالطبع دماغنا. بفضله يمكننا استخدام الأدوات، لبناء الحضارات، وبناء المدن، ولكن أيضاً لابتكار جميع أنواع الآلات التي تعود بالنفع على الكوكب بشكل أو بآخر.
نحن نرى أنفسنا، خطأ، كأحفاد القرود (في الواقع، لدينا أسلاف مشتركون معهم)، باستثناء أن أسلافنا الأبعد سيكون … إسفنجة البحر !
ستكون أيضاً سلف جميع الحيوانات الأخرى.
ظهر الإسفنج على الأرض منذ أكثر من 600 مليون سنة، وهو بعيد كل البعد عن كونه الحيوان الأكثر رشاقة، أو الأكثر إثارة على الكوكب للوهلة الأولى. ومع ذلك، تشير دراسة حديثة إلى أننا مدينون له بدماغنا الحالي.
يُعتقد أن الإسفنج البحري هو أصل الجهاز العصبي
مقارنة بنا، الإسفنج كائنات حية بدائية جداً : “تفتقر إلى العضلات والرئتين أو الخياشيم والأمعاء والخلايا العصبية الواضحة، وتأكل أي شيء يمكنها الحصول عليه،” (على فكرة).
ولكن لكي يعيشوا، كان عليهم بالضرورة إطعام أنفسهم وبالتالي تصفية الحد الأدنى مما يمتصونه. وهذا بالضبط ما أثار اهتمام الباحثين الذين درسوا Spongilla lacustris.
من خلال تحليل خلاياها، لاحظوا أن هذا الإسفنج قد أتقن فن نقل المعلومات من جزء من جسمه إلى جزء آخر.
لذلك سيكون بعيداً عن الكائن الحي الخامل والكسول الذي نعتقده.
الطريقة التي يوصل بها الإسفنج هذه المعلومات من شأنها أيضاً أن تستحضر عمل دماغنا.
أوضح العلماء في دراستهم :
” تُظهر بياناتنا نظام اتصال يتم تنظيمه حول الغرف الهضمية للإسفنج، باستخدام وحدات محفوظة تم دمجها في الجهاز العصبي للحيوانات الأخرى قبل وبعد المشبك.”
في المرة القادمة التي ترى فيها واحدة من هذه الإسفنج، لا تنظر إليها بازدراء … فقد تكون مرتبطاً بها!
إقرأ أيضاً :