هناك في أقصى المغرب العربيّ وتحديدًا في الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب العربيّ، حيث الإيقاع السريع للحياة، والتطور الصناعيّ وأصوات محركات السيارات، هناك صدحت أنغام شجية بأجمل أغاني العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، من “قارئة الفنجان” و “فاتت جنبنا” و ” في يوم من الأيام”، وكان ذلك في حفلة ليست عادية كغيرها من الحفلات، بل كانت إعلانًا رسميًا عن تأسيس “أكاديمية حليم”؛ والتي تهدف إلى إحياء ما تركه العندليب من رصيد فنيّ وتقديمه كواحد من النماذج الراقية والمبدعة.
من هي صاحبة فكرة الأكاديمية
وصاحبة فكرة هذه الأكاديمية ليست مغنية أو ملحنة، بل ليس لها أيّة علاقة بالوسط الفنيّ، بل هي الطبيبة البروفسيور أمال بورقية، التي سحرتها الأحبال الصوتية للعندليب وأرجفت روحها أغانيه الخالدة، فرأت فيه رمز الفن الراقي والهادف والنموذج الذي يجب أن يحتذي به الفنانون الذين يقدّرون الإحساس المرهف للإنسان، وقد رأت مبادرتها النور فعلًا بحضور مجموعة من كبار الفنانين في المغرب، إضافة إلى شخصيات مهمة من مجالات مختلفة، وجمعهم جميعًا عشق العندليب عبد الحليم حافظ الذي أمتع الأجيال السابقة ولا يزال حاضرًا يستمتع به أصحاب الذوق الرفيع من الأجيال الحاضرة.
قصة البروفسيور أمال مع العندليب
وقد قالت صاحبة المبادرة بأنّ الفنان الراحل لا يقتصر بكونه مصريّ الجنسية بل هو فنان لكلّ العرب وفخر لهم جميعًا، فقد كسر بصوته العذب حدود المكان ووحد القلوب، وقال في أحد تصريحاتها: ” قصة ولعي بعبد الحليم حافظ بدأت منذ نعومة أظافري. وكلما كنت أراه على المسرح، كنت أحس بأنه أكثر من مغن، بل هو ساحر، بفضل إحساسه العالي أثناء الغناء، حيث يجعل كل من يسمعه يستشعر الأحاسيس التي يغني عنها العندليب”، وانطلاقًا من هذا الحبّ جاءتها فكرة المبادرة لتأسيس “أكاديمية حليم”، حتى لا يضيع على الأجيال الصاعة فرصة التعرّف على هذه القامة الفنية النادرة.
أهداف مبادرة تأسيس أكاديمية حليم
قالت المؤسسِّة للمبادرة الدكتورة أمال أنّها تسعى من وراء هذه المؤسسَّة إلى أن تنظم لقاءات ثقافية وعلمية تناقش ما تركه العندليب من التراث الفنيّ، كما أنّه من أهدافها إطلاق مشاريع تعمل على نشر إنتاجات وأعمال لها صلة بأعضائها، وقالت بورقية في هذا الشأن: “: “إننا نرحب بكافة المواهب الشابة وبمبادراتهم في مختلف الأشكال الفنية المختلفة التي لها صلة بالرصيد الفني والاجتماعي لعبد الحليم حافظ، مع دعمها قدر الإمكان لنجوم الغد من أجل شق طريقهم الفني الذي يستلهم إبداعاته من التراث الفني لهذا الهرم الذي ترك وراءه أكثر من مائتين وثلاثين أغنية”. وقالت أنّها ستنشئ موقعًا إلكترونيًا للمبادرة يهدف لتوفير وتجميع أعمال عبد الحليم حافظ، إضافة إلى قناة على موقع يوتيوب تقدم مقاطع فيديو لأغانيه، وإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.
إقرأ أيضاً: