بقلم الدكتور محمد عفيف القرفان ــ ألوان نيوز
ظهرت العديد من الدراسات والأبحاث والتوقعات بشأن وظائف المستقبل، وقد أثار اهتمامي تقرير صدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عام ٢٠١٨ يبحث في توقعات وظائف المستقبل حيث صنف المهارات المطلوبة على أساس الحاجات المنخفضة والحاجات المتزايدة. ولو قمنا بإضافة تبعات وباء كوفيد-١٩ على طبيعة الأعمال، فإننا سنجد أنفسنا أمام تغيير كبير سيقلب العديد من المفاهيم السائدة فيما يتعلق بالوظائف من جهة وفيما يتعلق بطبيعة الأعمال مستقبلاً من جهة أخرى.
وعودة إلى تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن التصنيف يعكس المهارات التي يحتاجها سوق العمل في عام ٢٠٢٢ حيث تم تقسيم هذه المهارات إلى فئتين:
الفئة الأولى
المهارات ذات الحاجة المتزايدة:
– التفكير التحليلي والإبداعي والناقد
– التعلم النشط والتعلم الاستراتيجي
– التصميم التكنولوجي والبرمجي
– حل المشكلات المعقدة والابتكار
– المبادرة والقيادة والتأثير الاجتماعي
– الذكاء العاطفي
– تحليل النظم وتقييمها
الفئة الثانية
المهارات ذات الحاجة المنخفضة:
– الحرف اليدوية
– الذاكرة السمعية والبصرية واللفظية
– إدارة الموارد المالية
– تنصيب التقنيات وصيانتها
– القراءة والكتابة والرياضيات
– إدارة الموظفين
– مراقبة الجودة والتوعية والسلامة
– التنسيق وإدارة الوقت
– استخدام تقنيات المراقبة والتحكم
ولا يخفى على أحد أن أزمة وباء كوفيد-١٩ أجبرت الناس على تعلم مهارات معينة بشكل قسري نتيجة الحاجة الملحّة لها وأهمها:
– التواصل الرقمي
– التعليم والتدريب أونلاين
– استخدام الأجهزة الالكترونية والتطبيقات الذكية بأنواعها
إن المستقبل يحمل مفاجآت كثيرة فيما يتعلق بالوظائف نتيحة التطور السريع في التفكير والتنفيذ والأدوات والوسائل؛ ولا يمكن لعاقل أن يدخل العقد القادم من هذا القرن بعقلية العقد الماضي لأن التغيير المتسارع يفرض معادلات جديدة لا بد من وضعها في الاعتبار. إن التوجهات المهنية في المستقبل القريب ستركز على المهارات والقدرة على توظيفها بما يخدم هذا التسارع في جميع المجالات. والتوقعات التي ذكرتها آنفاً في المهارات المطلوبة خلال السنتين القادمتين ستساعد على صعود نجم الوظيفة المستقلة “Freelance” لأن هذه المهارات يمكن تحويلها إلى خدمات يقدمها أصحابها بأنفسهم للمستفيدين الباحثين عنها؛ علاوة على أنني أتوقع أن يزدهر عمل ال “Freelancer” بشكل غير مسبوق.
نحن على مشارف نهاية سنة ٢٠٢٢ ولو سألت مراهقاً عما إذا كان يعرف “ساعي البريد” فإنه سيخبرك بأنه لا يعرف شيئاً عنه، وإذا كان شخصاً يهوى الاطلاع سيقول لك بأنه قرأ عنه أو رأى صوراً له على محرك البحث “غوغل”، ولكن جيلي يعرف جيداً هذه المهنة التي انقرضت وأصبحت من الماضي. وهذا ينطبق على العديد من الوظائف التي انتهى عصرها وجاء غيرها وهكذا..
إن التحوّل قادم والتغيير سنة من سنن الكون، فالوظيفة إما أن تنقرض أو تتطور وتأخذ شكلاً جديداً مثل “الطباع” الذي كان يطبع على الآلة الكاتبة، فقد تحول إلى “مدخل بيانات” واختلفت الأداة التي يستخدمها من آلة كاتبة انتهى عصرها إلى جهاز كمبيوتر بمواصفات تفوق الآلة الكاتبة بسنوات ضوئية.
سألني أحدهم منذ يومين: “ما العمل في خضم هذا التسارع؟” فأجبته:
لديك مجموعة من الخيارات المتاحة:
١– تطوير مهاراتك الحالية
٢– اكتساب مهارات جديدة
٣– تطوير مهاراتك الحالية+اكتساب مهارات جديدة
٤– القبول بالتقادم والتأخر عن الركب
٥– التقاعد واعتزال العمل
وأنت بدورك ماذا ستختار من هذه القائمة؟
إقرأ أيضاً :