بقلم الأستاذ أحمد الصالح مدير تحرير موقع ألوان نيوز
القنيبي :
زواج القاصرات وزوبعة جديدة تثار بعد فيديوهات لمتصدرين على يوتيوب كالقنيبي ونيكولاس لتنتقل العدوى للكثيرين وتصبح مسألة سجال
وإذا أردنا الدخول بالتفاصيل فرأي الشرع واضح ومفصل بمسألة زواج القاصرات وبإمكاننا التفصيل كالتالي :
لا يوجد مانع شرعي من تزويج الفتاة بأي عمر كان حتى لو قبل بلوغها ، ولكن يمنع الدخول بها (الجماع) إن لم تكن مؤهلة لذلك بمعنى تطيق الجماع.
حد سن الزواج ب18 أو 17 ليس من الشرع أبداً، وهذه المسائل تعود للأعراف وتختلف من زمن لآخر ومن مكان لآخر
أغلب من ينتقدون زواج القاصرات كما يسمونه .. يتهمون من يبيحه بأنه (بيدوفيلي) بمعنى يؤيد ممارسة الجنس مع الأطفال
مع أنه يدرك أن الشرع يميز بين الزواج والجماع .. بينما هو لا يريد التمييز بينهما
علمياً يكتمل نمو جسم المرأة وجاهزيته للجماع وتحمل الولادة بعد 5 إلى 7 سنوات من البلوغ
وهذا يختلف بحسب طبيعة الجسم وبحسب البلد والمناخ والعرق وغيرها من الأمور المؤثرة
وسن البلوغ يبدأ من 8 إلى 13 سنة كأبعد تقدير
أي أنّ سن الأهلية للجماع يتراوح ما بين 15 إلى 20 سنة كحد وسطي (مع تقدير الفروقات المذكورة آنفاً)
التأهيل النفسي للزواج :
أغلب النساء قبل 3 عقود من الزمن أو أكثر كن يتزوجن في سن ال14 إلى 16 سنة
ولو قارنا بين أمهات الأمس وأمهات اليوم سنجد فارقاً كبيراً لصالح نساء الأمس اللواتي تزوجن باكراً
ما هو التأهيل النفسي الذي تنتظره الفتاة بعد سن ال15 سنة مثلاً
كثير من الفتيات في هذه الأعمار تدبر منزل أهلها وترعي أخوتها الصغار وتعتمد عليها أمها في كثير من المهام
بل أعرف بعض العائلات تكون الإدارة الفعلية للفتاة وهي في سن 16 و17
فتراها تطبخ وتغسل وتكوي وتدير شؤون جميع أخوتها ووالدها كذلك، وربما أعانت أختاً لها في تربية أبنائها
بل إنني أجد أن زواج الفتاة في عمر مبكر ينقذها من كثير من الضيق والتعب والإجهاد على جميع الأصعدة والمجالات .
فالمرأة بعد الزواج , تصبح أكثر حرية في إبداء رأيها ومناقشة القضايا , والتدخل في كثير من أمور بيتها , أو بيت أهلها وتستطيع أن تفرض وتطلب وتناقش بقوة وجرأة أكبر .
بينما قبل الزواج تراها إما خجولة لا تطرح رأيها، أو مُستصغرة من قبل أخيها المراهق الذي لا يفتقد للحكمة في كثير من الأحيان , ولاسيما حين يكون الموضوع يمس غيرته من أخته الناضجة للتو, من قبل أبيها لانها غالبا ماتكون الفتيات هن مدللات الأباء أكثر من الأمهات , ( كل فتاة بأبيها معجبة…) .
تريد أن تكمل دراستها :
ليس الزواج مانعاً من ذلك
فمن لا يسمح لها زوجها بإكمال دراستها هو نفسه ما كان ليسمح لها بالعمل بعد الزواج ..
فالموضوع في اختيار الزوج واشتراط الدراسة أو العمل عليه أو في معرفة طريقة تفكيره وتقبله لذلك قبل عقد الزواج
أما الزواج بحد ذاته ليس مانعاً
شؤون المنزل وتربية الأبناء قد تلهي عن الدراسة
غير صحيح
ولو كانت تلهي عن الدراسة ما كانت فتاة درست لأنها في بيت أهلها تساعد في تدبير المنزل وتربية أخوتها الصغار أو أبناء أخوتها وأخواتها ومع ذلك تتابع حياتها الدراسية بشكل طبيعي
ثم إذا كانت تظن أن الزواج ومسؤوليته يلهيان عن الدراسة فمن باب أولى أنهما يلهيان عن العمل ..
فكيف ستوازن الفتاة عملها مع حياتها الزوجية إن كانت لا تملك القدرة على موازنة دراستها مع الحياة الزوجية؟!
إذاً المسألة ليست في الزواج نفسه
إنما في قدرة الزوجة على الموازنة بين مهامها خارج البيت وداخله
وفي الختام :
أعتقد أن ربط الزواج بأي سن هو تقييد لأمر وسع الشرع فيه وكذلك التفريط في المسألة كتزويج الطفلة والدخول بها هي من المسائل المحرمة
وهنا لا بد من إيراد القاعدة المعروفة (المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً)
فإن تعارف قوم على سن أدنى للزواج بحيث يجرّم من يزوج ابنته بسن أقل ويصبح عرضة للانتقاد من الجميع يصبح هذا السن شرطاً
كذلك في الدول الأوروبية والغربية عموماً يجب الالتزام بحدود السن للزواج لضمان حقوق المرأة بشكل كامل، ولتجنب العقوبات التي تفرضها سلطات تلك البلاد
أما في الدول التي لا تضع حداً أدنى للزواج فليس لأحد أن ينتقدهم في ذلك .
إقرأ المزيد :