ترغب في التفاوض على راتب أعلى .. افعلها بالطريقة الصحيحة
هل راتبك لا يكفيك ـ دراسة إحصائية
هل تريد أن تحب عملك؟ تأكد إذًا من حصولك على أجر عادل، ففي حين أن العلاقة بين الراتب الفعلي والرضا الوظيفي ليست بهذه القوة كما تعتقد، إلا أن شعورك بأن الراتب يتناسب مع مهاراتك وقدراتك هو مفتاح الشعور بالتقدير في العمل.
ووفقًا لبحث أجراه موقع “Pay Scale” فإن ٧٥% من العاملين الذين يتقاضون ما يستحقونه أو أكثر يشعرون برضا وظيفي مرتفع، مقارنة بـ٥٩% من العاملين الذين يشعرون أنهم يتقاضون أقل مما يستحقون.
المشكلة أن أغلب الناس ليس لديهم أدنى فكرة عن الأجر الذي يستحقونه، وهذا يجعل من الصعب التفاوض على الراتب عندما يبدؤون وظيفة جديدة، أو تُعرض عليهم ترقية في عملهم الحالي.
وفي معظم الحالات يكون التفاوض حول الراتب مفيدًا، خاصة عند بدء وظيفة جديدة، حيث يتوقع أغلب مديري التوظيف أن يتفاوض المرشحون للعمل، وإذا لم تستطع التفاوض فلن تخسر المال فحسب، ولكن الشعور بالتقدير والرضا الوظيفي كذلك.
تفاوض حول الراتب بالطريقة الصحيحة:
بالتأكيد هناك طرق صحيحة وخاطئة للتفاوض حول الراتب، فلتحصل على الأجر المستحَق، ضع خطة تعتمد على البيانات وليست المعلومات التي تسمعها من زملائك.
ولكي تفعل ذلك بالطريقة الصحيحة، اتبع ما يلي:
ابحث عن البيانات:
لماذا يجب ألا تقيِّم راتبك بناء على ما تسمعه في زملائك في نفس المجال؟ حسنًا، بالنسبة لزملائك المبتدئين فليس هناك ما يضمن صحة معلوماتهم، صدِّق قصصهم الكاذبة، وسينتهي بك الأمر بعدم الرضا الوظيفي، أو بطلب زيادة في الراتب بناء على معلومات خاطئة.
علاوة على ذلك، فلن تستطيع رؤية الصورة الكاملة من خلال دردشة الأصدقاء، كما أن زميلك هذا قد يتمتع بمهارات أو خبرة أو حصل على شهادات إضافية، تجعله مستحقًا لراتب أعلى.
لذلك فإن أفضل طريقة لتحديد راتبك هي اللجوء إلى استطلاعات موثوق فيها ومعتمدة على آراء آلاف العاملين، مع ذكر المسمى الوظيفي لهم، ومجموعة المهارات التي يتمتعون بها، والمستوى التعليمي والموقع الجغرافي.
الحصول على هذه الحقائق سيجعلك أكثر قدرة على مواجهة أي محاولة لتقليل راتبك.
اختر الوقت المناسب:
عندما يأتي الأمر إلى التفاوض حول الراتب، فإن الصبر قليلًا هو أفضل شيء، لا تبدأ الحديث حول الأجر حتى يفعل صاحب العمل، فدعه يأخذ المبادرة في عرض الراتب عليك ثم تناقَش معه بعد ذلك.
وإذا لم يقدم لك صاحب العمل عرضًا واضحًا وبدلًا من ذلك سَأَلَكَ عن توقعاتك حول الراتب، أخبره أن الأمر فيه بعض المرونة بناء على متطلبات العمل، والمزايا التي يتمتع بها الموظفون.
هناك خيار آخر، وهو أن تخبر صاحب العمل برغبتك في معرفة المزيد عن مسؤوليات الوظيفة قبل مناقشة الراتب، يمكنك أيضًا أن تمنحه فكرة عن نطاق الراتب “كأن تقول له: أتوقع راتبًا في حدود مبلغ كذا إلى كذا” وذلك بناء على البحث الذي أجريته حول الرواتب المستحقة لشخص في مثل مهاراتك وقدراتك ومستوى تعليمك، كما يمكنك الاستشهاد بالبحث الذي أجريته.
وضع في اعتبارك أمر مهم للغاية، وهو أنه قد لا يكون هناك الكثير من المرونة في مناقشة الراتب؛ فإذا كان صاحب العمل لديه ميزانية أو راتب محدد لجميع الموظفين، فأفضل ما تحصل عليه هو النطاق الأعلى للوظيفة المعروضة عليك.
ضع خطة احتياطية:
لا تقيد نفسك بالراتب وحده، فإذا كان صاحب العمل لا يستطيع دفع المزيد، فاسأله عن إمكانية زيادة عاجلة في الراتب، أو الحصول على إجازة إضافية أو حتى مكافئة بناء على الأداء الجيد في العمل.
وبغض النظر عن موقفك في عملية التفاوض، يجب أن تظل إيجابيًّا وتحرص على إبداء اهتمامك بالوظيفة المعروضة عليك، دع صاحب العمل يُدرك أنك تناقش الراتب فقط، لكنك مهتم بالوظيفة وبالعمل في هذه الشركة.
بعد ذلك: إذا كان هذا العرض يبدو وكأنه الوظيفة المثالية لك، فكر فيما إذا كانت ثقافة الشركة ومرونة العمل والمزايا التي تُمنح للموظفين بالإضافة إلى الوظيفة نفسها؛ تستحق منك بعض التنازل عن الراتب، ففي بعض الحالات قد يكون مفيدًا قبول الوظيفة خصوصًا إذا كانت هناك زيادة مستقبلية في الرواتب.
اترك العواطف جانبًا:
لا تدع صاحب العمل أبدًا يشعر أنك في حاجة إلى المال، فهذا لن يساعدك، بل سيجعلك تبدو يائسًا وغير مهني، فالتفاوض حول الراتب يجب أن يدور حول الأجور المستحقة في السوق لمن هم في مثل خبرتك ومهاراتك ومستوى تعليمك، فلا تقحم حياتك الشخصية في الأمر.
ومع ذلك: يجب أن تكون صادقًا في مقابلة العمل، فإذا اضطررت للحديث عن راتبك السابق، فلا تزوِّر الأرقام، وكن صادقًا بشأن المسمى الوظيفي والخبرة وعروض العمل الأخرى المطروحة عليك؛ فصاحب العمل قد يجد طريقة ما ليعرف أنك لا تقول الحقيقة.
لا تشعر بالضغط للقبول في الحال:
بمجرد تلقي العرض، فامنح نفسك بعض الوقت للتفكير فيه، فليس هناك حاجة لقبوله أو رفضه في الحال، فعبارة مثل: “أنا بحاجة إلى التفكير في الأمر” قد تؤدي إلى زيادة فعلية في الراتب المعروض عليك.
بعض الموظفين يرفضون العرض بقول “لا” صريحة، فقط من أجل أن يحصلوا على زيادة في الأجر.
ولكن اعلم أن ذلك قد يكون له تأثير معاكس؛ فمدير التوظيف سيرى أنك تطلب أكثر مما يرغب في دفعه، ويقبل الرد بـ”لا” باعتباره نهائيًّا.
لذلك: من المهم أيضًا معرفة سقف الرواتب في هذه الشركة للوظيفية المعروضة عليك، وإذا لم يكن الراتب يكفي معيشتك، فاستعد للبحث عن فرصة أفضل.
في النهاية، تذكر أن الراتب هو أمر مهم لتشعر بالتقدير من مديرك أو صاحب العمل؛ ولكنه ليس كل شيء؛ فإذا كانت هناك مزايا إضافية للموظفين أو أن ثقافة الشركة مريحة لك وطريقة التعامل مع الموظفين جيدة، فيمكنك التنازل بعض الشيء، على أن يكون الأجر في حدود المعقول، بحيث يكون مناسبًا لنفقاتك الشهرية، وحتى لا تشعر بالظلم بعد فترة من الوقت، ما يؤثر على أدائك في العمل، وكذلك رضاك عن وظيفتك والشركة التي تعمل بها.
إقرأ المزيد :