- بقلم محمد زعل السلوم ــ الوان نيوز
هل من الممكن وقف الحرب في أوكرانيا؟ هل يستطيع فلاديمير بوتين التراجع إذا نجح في حفظ ماء وجهه؟ وبعد كل شيء، فإن هذه الحرب تكلف أكثر بكثير مما كان متوقعاً ولا يمكن لبوتين أن ينتصر على المدى الطويل.
أم أن الرغبة في إنهاء هذه الحرب بسلام مثل محاولة إعادة تعويم التايتانيك أثناء غرقها؟
خيارات وقف الحرب للأسف محدودة وغير عملية. ومع ذلك، إذا عدنا للتاريخ فسنجد أن فرنسا وألمانيا تمكنتا من أن تصبحا شريكين ممتازين بعد حرب مروعة، فلماذا لا يحدث نفس الشيء لروسيا وأوكرانيا؟
صحيح أن بناء الثقة بين فرنسا وألمانيا استغرق عقوداً. و نمت هذه الثقة من خلال الاتفاقيات الاقتصادية ومن خلال Pax Americana بمعنى الهيمنة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.
فمن الواضح أن الولايات المتحدة وحدها لا تستطيع إحلال السلام في أوكرانيا. وروسيا لم تعد تثق في واشنطن.
من ناحية أخرى، يثق القادة الروس في بكين.
جنباً إلى جنب واشنطن وبكين :
لذلك سيكون من الضروري أن تعمل الصين والولايات المتحدة جنباً إلى جنب للمطالبة بالسلام.
نظراً لأن هذا الصراع يستهدف بشكل مباشر أوروبا، يجب على فرنسا وألمانيا الجلوس إلى طاولة المفاوضات. فرنسا، لطمأنة دول أوروبا الغربية وألمانيا، لقربها من عدة دول في أوروبا الشرقية.
ماذا يمكن أن تقرر هذه البلدان معاً؟ خطة انتعاش اقتصادي واسعة النطاق لروسيا وأوكرانيا، التعاون في مجال الطاقة، ضمانات أمن الحدود.
في المقابل، يجب على فلاديمير بوتين الاستقالة. وأن يتم إجراء انتخابات نزيهة في أوكرانيا وروسيا. في المقابل أيضاً، سيتم دمج دونباس وشبه جزيرة القرم في أوكرانيا، ولكن مع حكم ذاتي كبير.
لسوء الحظ، هذا النوع من الحل المثالي غير عملي.
هل يخشى بوتين كعب أخيل؟
إن كراهية الأوكرانيين لبوتين قوية للغاية، وهذا الأخير يخاطر بتبليغ العدالة الدولية عن جرائم حرب.
بوتين مغرور بنفسه، ومقتنع جداً بحقوقه، ومدمن مهووس على السلطة والثروة لدرجة أنه لا يقبل أدنى انتكاسة.
إن دحر بوتين سيتطلب من الصين والولايات المتحدة العمل بشكل منسق وأن يهدد كلا البلدين بوتين بالانتقام. هذا ليس مستبعداً تماماً، لكن من الصعب إدارة العلاقة المتضاربة والمعقدة بين البلدين.
كعب بوتين الأخيلي هو رأيه العام. الروس لا يعرفون ما يحدث في أوكرانيا. إنهم غير مدركين أن جيشهم يرتكب جرائم حرب هناك. إنهم لا يعرفون أن فولوديمير زيلينسكي ليس نازياً.
تعالوا لنفكر في الأمر، أفضل طريقة لإنهاء الحرب بسرعة ليس إنقاذ وجه بوتين، بل على العكس من ذلك، أن تتواطأ الصين والولايات المتحدة على جعله يخسرها مع الروس. يمكن لكلا البلدين بالتأكيد اختراق جدار الدعاية الروسية بشأن أوكرانيا.
- اقرأ المزيد: