محمد زعل السلوم
بوتين الكاذب ماذا سيفعل الغرب في منطقه الملتوي؟
محمد زعل السلوم
بوتين الكاذب ماذا سيفعل الغرب في منطقه الملتوي؟
يحاول العديد من المحللين السياسيين إيجاد معنى للوضع الذي يهز العالم بأسره حالياً، لكن من الواضح أن روسيا تبدو وكأنها تحبط توقعات أفضل الاستراتيجيين لدى الغرب. فالسرعة التي حدث بها غزو أوكرانيا تركت الجميع لاهثين. ومع ذلك، فإن العديد من العلامات التحذيرية أنذرت بطموحات موسكو القتالية.
بالفعل، من الضروري طرح حقيقة أنه، وفقاً لتصور بوتين، لم ترد روسيا إلا على عدوان من الغرب ومن الناتو. هذا الإيذاء ليس غريباً على خطاب الكرملين. منذ انتخابه يردد الرئيس في جميع الأوقات أن روسيا هي شهيد مؤامرة غربية هدفها الوحيد القضاء على بلاده. وفقاً لهذه النظرة الملتوية للديناميكيات العالمية، فإن غزو أوكرانيا سيكون في الواقع دفاعاً عن النفس.
عالم بائس :
هذه الرؤية للعالم التي يتم تداولها في وسائل الإعلام الروسية الرسمية. وعلى سبيل المثال ألقِ نظرة على RT ، التي كانت تُدعى سابقاً روسيا اليوم، تغرقنا في عالم بائس تماماً من رواية 1984 لجورج أورويل حيث يبدو السرد تماماً على هامش ما نعرفه عن العالم. يصدمنا هذا الخطاب بافتقاره الواضح للمنطق.
لكن الفكرة القائلة بأن غزو دولة ذات سيادة وقصف المدنيين يمكن أن يكون مهمة “حفظ سلام” تبدو منطقية عندما يقترن بخطاب مفاده أن أوكرانيا شنت الأعمال العدائية بالتحالف مع الناتو. بالنسبة لبوتين ومستشاريه، الذين يمثلون واقع روسيا ذات الطموحات الإمبريالية، فالحرب مع أوكرانيا مسألة مبدأ لبقاء أمته وعظمتها. وطالما كانت وسائل الإعلام الروسية إلى جانبه، فإن رأي بقية الكوكب لن يغير آراءه أو أفعاله.
لن يفعل ما نريد:
لأنه من الواضح أن بوتين لن يتصرف في اتجاه ما تريده الدبلوماسية الليبرالية والأمم المتحدة. قالها بنفسه عدة مرات. ومع ذلك، فبمجرد أن تشن روسيا هجوماً، يبدو الغرب بأسره مندهشاً. طالما أننا نحلل الموقف من خلال مجموعة العقلانيات والقيم الخاصة بنا، سنكون على هامش ما سيحدث بالفعل في هذا الصراع.
لفهم ما بعد الصراع، يجب أن نتخلى عن تحيزاتنا ونحاول رؤية العالم وفقاً للضرورات الروسية. ربما بهذه الطريقة يمكننا أن نتوقف عن الدهشة المستمرة لقرارات موسكو وبالتالي نكون قادرين على الاستجابة بشكل أكثر تماسكاً للوضع.
وبدون رؤية واضحة للوضع، لن نتمكن أيضاً من تقديم المساعدة للشعب الأوكراني الذي يحتاجون إليه وبالتالي تقليل التكلفة في الأرواح البشرية في هذه الحرب التي تعتبر حقيقية للغاية، بغض النظر عن الزاوية التي تنظر إليها. كما تصرح سارة جيرمان رئيسة الاتصالات والشبكات الاجتماعية لمعهد مونتريال للدراسات الدولية، لكنها تنسى أن الشهية الروسية بدأت منذ جورجيا عام 2008، ثم القرم عام 2014، ثم سوريا عام 2015، وليبيا عام 2018. هذه التدخلات الروسية شجع بوتين على أوكرانيا والتعامل مع أوكرانيا على الطريقة السورية، فلو تعامل الغرب بصرامة مع بوتين في سوريا لما وصلنا إلى أوكرانيا.