كان أشبه الناس خُلُقاً وخَلْقاً برسول الله صلى الله عليه وسلم.
هاجر الهجرتين ..
ومات شهيداً في مؤتة ..
من هو؟ وماذا تعرف عنه؟
جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه)
هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، يُكنَّى أبا عبد الله بابنه عبد الله، وُلد رضي الله عنه بمكة سنة 34 قبل الهجرة.
وقد كان جعفر رضي الله عنه أشبه الناس خُلُقًا وخَلْقًا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
قصة إسلامه رضي الله عنه:
عن يزيد بن رومان قال: أسلم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ويدعو فيها، فقد أسلم بعد إسلام أخيه عليّ رضي الله عنه بقليل.وروي أن أبا طالب رأى النبي صلى الله عليه وسلم وعليًّا رضي الله عنه يصليان، وعليٌّ رضي الله عنه عن يمينه، فقال لجعفر رضي الله عنه: (صِل جَنَاحَ ابن عمك، وصلِّ عن يساره). قيل: أسلم بعد واحدٍ وثلاثين إنسانًا، وكان هو الثاني والثلاثين، وله هجرتان: هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة.
هاجر إلى الحبشة بعد إسلامه، واستقر هناك إلى أن قَدِمَ المدينة في فتح خيبر.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (وجَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إلى بلاد الحبشة، فلما قَدِمَ اعتنقه، وقبَّل ما بين عينيه).
أهم المعارك ودوره فيها:
قال الزبير: بَعَثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَعْثَهُ إلى مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمانٍ من الهجرة، فأصيب بها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وقاتل فيها جعفر حتى قُطعت يداه جميعًا، ثم قتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ جَعْفَرَ بن أَبِي طَالِبٍ فِي الْجَنَّةِ ذَا جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ حَيْثُ شَاءَ» [المعجم الكبير للطبراني]، فمِن هنا قيل له: جعفر الطيار، ذو الجناحين.
الوفاة:لقي جعفر بن أبي طالب ربه شهيدًا في غزوة مؤتة، ليلحق بركب الشهداء حيث يطير في الجنة بجناحين بدلًا من يديه التي قُطعت في سبيل الله.وذكر ابن أبي شيبة، بسنده عن سالم بن أبي الجعد، قال: (أُرِيهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، فَرَأَى جَعْفَرًا مَلَكًا ذَا جَنَاحَيْنِ مُضَرَّجًا بِالدِّمَاءِ) [مصنَّف ابن أبي شيبة].وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: (وجدنا ما بين صدر جعفر بن أبي طالب ومنكبيه وما أقبل منه تسعين جراحة، ما بين ضربة بالسيف، وطعنة بالرمح).ولما أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم نعي جعفر أتى امرأته أسماء بنت عميس، فعزَّاها، ودخلت فاطمة رضي الله عنها وهي تبكي وتقول: (واعمَّاه!)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَلَى مِثْلِ جَعْفَرٍ فَلْتَبْكِ الْبَوَاكِي».
إقرأ المزيد :