بقلم الكاتب محمد زعل السلوم ــ ألوان نيوز
تمكن شباب ثورة 17 تشرين وبقية القوى المسيحية والسنية والمستقلين في لبنان من إسقاط المشروع السياسي الإيراني في لبنان عبر عدة مؤشرات لانتخابات 15 أيار 2022، فقد حكم لبنان المارونية السياسية منذ الاستقلال حتى الحرب الأهلية عام 1975، والسنية السياسية منذ اتفاق الطائف عام 1989 وحتى اغتيال رفيق الحريري 2005، لتحكم الشيعية السياسية بأغلبية برلمانية منذ انقلاب 7 أيار 2007 حتى 2022، وبخسارة تلك الأغلبية تنقلب السياسة اللبنانية، لكن ما هي مؤشرات هذه النهاية ؟
1-التحالف السني المسيحي :
تمكنت القوى السنية رغم مقاطعة تيار المستقبل من تحقيق اختراقات هامة بحيث دعمت القوى السنية القوات اللبنانية لسمير جعجع المناهضة للشيعية السياسية ولسلاح حزب اللات الإيراني في لبنان، فحققت القوات اللبنانية تقدم لافت في المجلس النيابي بفضل الدعم السني والرغبة المسيحية في الابتعاد عن التيار العوني، ليصبح التيار المسيحي الأول في لبنان والذي من غير المستبعد فرضه للرئيس اللبناني المقبل، بالمقابل التيارات السنية الأربعة في لبنان تتفق على نزع سلاح حزب اللات في لبنان وعدم التدخل في إطار المشروع الإيراني في سوريا واليمن، وتجسدت بالقيادات الأربع وهي اللواء أشرف ريفي في طرابلس وفؤاد مخزومي في بيروت وأسامة سعد وعبد الرحمن البزري عن صيدا، بمعنى 27 مقعد سني مناهض بالكامل للمشروع الإيراني ومؤيد للثورة السورية. عدا انتفاضة بيروت على مقاطعة سعد الحريري فشارك 100 ألف سني بالانتخابات البيروتية، فيما قلب سنة طرابلس وصيدا الطاولة كذلك.
2-ظهور مبدأ الدولة اللامذهبية والمواطنة
بتياري السيادة والتغيير وقيادة المجتمع المدني وقوى 17 تشرين والمستقلين، والتي كانت علامة فارقة بانتزاع حوالي 15 مقعد على الأقل بين المستقلين وهو اختراق نوعي في مختلف المناطق فأسقطت وبقوة بقايا أزلام نظام الأسد في لبنان مثل أسعد حردان ووئام وهاب وطلال أرسلان وايلي الفرزلي وقلب الطاولة على سليمان فرنجية بقوى ميشال معوض.
3-نهاية الحزب القومي السوري في لبنان
والتابع لنظام الأسد والذي منذ عام 1992 له مقعد وهي المرة الأولى التي لا ينال فيها أي مقعد، وقد نال عنه الحزب الشيوعي مقعد لأول مرة في تاريخ لبنان وهو مناهض لقوى إيران ونظام الأسد.
4-تراجع القوى السنية التقليدية
سواء المتعايشة مع نظام الملالي في لبنان أو التابعة له سواء بسقوط فيصل كرامي الكبير في طرابلس أو تراجع دور نجيب ميقاتي أو مقاطعة سعد الحريري وسقوط فؤاد السنيورة. مما يعني أن رئيس الوزراء السني بالتأكيد مناهض للأقلية الإيرانية في لبنان.
5-تتجه القوى الجديدة في لبنان
لرفع شعار “الاستراتيجية الدفاعية” وتحويله لقانون رسمي قائم على “نزع سلاح الميليشيات” خارج إطار الجيش اللبناني، وهي الضربة الأكثر ايلاماً للمشروع الإيراني.
6-تمكنت المختارة وجنبلاط من التصدي للحملة “الفارسية” واستبدال خلدة “طلال أرسلان” بقوى جانبية مستقلة ووطنية في الوسط الدرزي تؤمن بالوطنية اللبنانية والحياة المدنية في لبنان بعيداً عن رائحة الطائفية المنتنة.
7-حصول اختراقات حقيقية في الوسط الشيعي وكادت أن تعصف بالتقليديين الشيعة حزب اللات وأمل في دوائر مرجعيون حاصبيا بنت جبيل النبطية عدا إسقاط أسعد حردان المقرب من نبيه بري ونظام الأسد، ولولا سياسة الحديد والنار التي يحتكم لها حزب الكبتاغون الإيراني لتمكن الشيعة الوطنيين من تغيير كامل المشهد السياسي في لبنان.
يبقى أن أشير أن لبنان يعيش أكبر انهيار مالي في تاريخ البشرية منذ عام 1850، وبالتالي لإبقاء لبنان على قيد الحياة فلابد من تحريره من الاحتلال الإيراني ووكلائه كما تم تحرير بغداد سياسياً فيما يبقى وضع سوريا غامضاً وإن كان المشروع الإيراني فيها وعلى المدى البعيد غير قابل للاستمرار والحياة. فيما تعيش اليمن مساومات عربية وإقليمية ودولية جديدة قد تفضي لنهاية التدخل الإيراني فيها.
إقرأ أيضاً :