إن سن المراهقة “Adolescence” هو عبارة عن مرحلة انتقالية بين الطفولة والبلوغ، وهو من أهم المراحل العمرية في حياة الإنسان وذويه، حيث أن له طبيعة خاصة، يبدأ الفرد فيها باكتساب المعارف المختلفة، ويتعلم فيها كيف يتحكم بمشاعره ويتصرف في علاقاته حتى يكتسب هوية خاصة به تؤهله لمواجهة تحديات الحياة.
ما هي مراحل سن المراهقة؟
لا يتشابه جميع الأفراد في الوقت والطريقة التي يتعاملون فيها في فترة المراهقة، إلا أنه بشكل عام يمكننا التمييز بين ثلاثة مراحل لهذه الفترة لا بد وأن يمر الجميع بها وهي:
• المراهقة المبكرة: وتكون من عمر 11 وحتى 14 سنة.
• المراهقة المتوسطة: وتكون من عمر 15 وحتى 17 سنة.
• المراهقة المتأخرة: وتكون من عمر 18 وحتى 21 سنة.
الجدير بالذكر أن التعبير الدقيق للمراهقة لا يمكن أن يعتمد على العمر وحسب بل على جملة التغيرات الجسدية التي تصاحب هذه المرحلة، والتي تبدأ بالتغيرات الجسدية أولاً تليها التغيرات النفسية والاجتماعية.
ما هي التطورات التي تحدث في سن المراهقة؟
تحدث خلال فترة المراهقة تغييرات سريعة لا تقتصر على الناحية الجسدية فقط، وإنما تشمل مجموعة من التطورات العصبية والذهنية والعاطفية والاجتماعية، والتي تختلف بحسب الفرد نفسه وبيئته المحيطة به، حيث أنه ليس من الضروري مرور كل المراهقين بذات التغيرات، التي تنقسم إلى:
1- التطورات الجسدية:
يبدأ البلوغ الجسدي عند الإناث بعمر 11 عاماً، بينما يبدأ عند الذكور بعمر 13 عاماً، حيث تتغير فيه الهرمونات في الجسم إلى أن يكتمل النمو الجسدي في الفترة العمرية بين 15 و17 سنة “المراهقة المتوسطة”، وتشمل التغيرات بداية دورات الحيض مع نمو شعر الجسم عند الإناث وتغير الصوت ونمو شعر الجسم والانتصاب عند الذكور.
2- التطورات الذهنية:
تبدأ نظرة المراهقين للعالم بالاختلاف ويمنحون الأمور تقييماً واحداً فإما أن يكون الأمر صحيح أو خاطئ من وجهة نظرهم، كما أنهم لا يفكرون في المستقبل وغالباً ما تجدهم يتصرفون بعشوائية دون أن يدركوا عواقب أفعالهم، إلى أن تتبلور التطورات الذهنية ببلوغهم سن المراهقة المتأخرة.
3- التطورات العاطفية:
حيث يرغب المراهق بتأكيد استقلاليته فيقوم بعدة تصرفات مثل عدم إظهار العاطفة، وممارسة السلوكيات المخالفة وتجاوز الحدود وتفضيل قضاء الوقت مع الأصدقاء أكثر من قضائه مع الأهل وغيرها من التصرفات الأخرى.
٤- التطورات الاجتماعية والنفسية:
تتسع دائرة العلاقات عند المراهقين فتخرج عن نطاق عائلاتهم ويقومون بتكوين صداقات مع الجنس الآخر، إلا أنهم يمتلكون مشاعر وأفكار متعارضة، فهم يكافحون لبناء استقلاليتهم وشخصيتهم الخاصة ولكنهم في ذات الوقت يميلون أيضاً إلى تقليد نظرائهم ممن هم في نفس عمرهم.
إن سن المراهقة يعتبر فترة حساسة جداً يحتاج الفرد فيها إلى الاحتواء من قبل الأهل ومراقبة تصرفاته ومحاولة تعديلها دون أن يشعروه بالضغط الذي من الممكن أن يُحدث نتائج سلبية على نفسيته قد تستمر معه طيلة حياته.
إقرأ أيضاً :