بقلم الكاتب محمد زعل السلوم ــ ألوان نيوز
رغم نتائج الانتخابات اللبنانية بعدد مقبول من المستقلين وشباب ثورة 17 تشرين ومرشحي المجتمع المدني، ورغم خسارة حزب اللات الأغلبية البرلمانية لأول مرة منذ الانسحاب السوري من لبنان، وخسارة أزلام نظام الأسد في لبنان لمقاعدهم وحدوث اختراقات في الصف الشيعي والمسيحي، ومقاطعة تيار المستقبل وسعد الحريري لتلك الانتخابات، وبالتالي غياب السنة التقليديين عن الساحة السياسية اللبنانية.
رغم كل هذا فتبقى لبنان دولة محاصصات ومن يحمل السلاح هو من يحكم لبنان، وبالتالي فلازالت لبنان تحت سيطرة الاحتلال الإيراني، فعصابات وميلشيات لبنان وأمراء الحرب لازالوا في البرلمان ولازال لبنان مع الأسف يعيش عقلية بدايات الحرب الأهلية اللبنانية.
انتخابات انتعاش اقتصادي مؤقت وفئران الفساد والسلاح
ساعدت الانتخابات اللبنانية وبفضل المال السياسي للانتخابات في انعاش الشعب اللبناني بشكل مؤقت ةهي فترة الانتخابات، لكن سيعود اللبنانيون بعد نهاية تلك الانتخابات ليشعروا بالجوع ويستيقظوا مجدداً على حالهم المأساوية. وعليهم ألا ينسوا فئران الفساد وانفجار بيروت وإعلان إفلاس الدولة اللبنانية وأزمة المصارف وقبلها ثورات متعددة منها ثورة الزبالة وثورة 17 تشرين وفئران السلاح خارج إطار الدولة اللبنانية، وكل ذلك مصائب يعيشوها يومياً.
الاختراق المؤقت للتخلص من طلال ارسلان وايلي الفرزلي وأسعد حردان ووئام وهاب، ووجود بعض ممثلي المجتمع المدني ربما جزء من استمرار الثورة اللبنانية لكنه حتى على هذا المستوى هو انتعاش سياسي مؤقت، لن يسمن من جوع.
الأمل بثنائية أشرف ريفي وسمير جعجع والمجتمع المدني
تمكن شباب 17 تشرين من تحقيق تسونامي سياسي وأثبتوا أنهم سيطروا مبدئياً على 72 نائب مقابل 56 نائب لحزب اللات وأمل وتيار عون، وأبرز الشخصيات السنية الفائزة اللواء أشرف ريفي عن طرابلس والنائب فؤاد مخزومي عن بيروت إضافة لشباب المجتمع المدني والتقدمي الإشتراكي لجنبلاط والقوات اللبنانية لجعجع وهم مناهضين لقوى أيار الانقلابية. مع ذلك يبقى انقلابيوا حزب اللات يهددون القوى الديموقراطية الصاعدة، وبالمقابل فإن سقوط فيصل كرامي في طرابلس وهو السني المؤيد لحزب اللات كان مدوياً.
التشاؤل يسيطر على المشهد اللبناني
التفاؤل في الانتخابات وحصول الانقلاب في الأغلبية لمصلحة شباب ثورة 17 تشرين تثبت أن إرادة الشعب اللبناني قد تغيرت ويمكن قراءة صورة بيضاء ناصعة تدعو للتفاؤل لتخلص لبنان من الاحتلال الإيراني ومندوبيه وممثليه وممثلي النظام السوري.
التشاؤم من استمرار السلاح بيد ميلشيا إيران في لبنان وخطورة استخدامه ضد الشعب اللبناني، أي حزب الكبتاغون حزب اللات، ومنع تطوير مشاريع انقاذ لبنان من دولة منقرضة لدولة تستعيد روحها وأنفاسها.
ربما الشعب اللبناني يريد التغيير والتحول لدولة مدنية وهي إرادة لافتة بعيداً عن نظام المحاصصة الطائفية.
لكن التشاؤل يذكرني برواية إميل حبيبي الشهيرة سعيد أبي النحس المتشائل أو رواية فولتير العظيمة كانديد وصخرة طانيوس لازالت بمكانها يا أمين معلوف.
إقرأ أيضاً :