- بقلم الكاتب محمد زعل السلوم ــ الوان نيوز
في الأسبوع الماضي، علمنا أن بوتين ذهب للحصول على 40 ألف سوري للقتال إلى جانب الجيش الروسي. في الوقت الذي يخرج فيه السوريون المعارضون للأسد في لندن ليرفعوا علم الثورة إلى جانب علم أوكرانيا في لندن يوم الأحد 20 مارس آذار 2022.
أنباء استجلاب مرتزقة سوريين لبوتين سيئة للغاية بالنسبة للأوكرانيين.كما يقول الصحفي الكندي ريشار مارتينو.
قاسي ووحشي
على عكس الجنود الروس، الذين لديهم عائلة في أوكرانيا أو اكتشفوا عند وصولهم أن دعاية بوتين كاذبة وأنهم تعرضوا لغسيل دماغ، فإن السوريين ليسوا متورطين عاطفياً في هذا الصراع. سوى أنهم شبيحة نظام الأسد التابع لبوتين، وقد أنقذ الأخير نظام الأسد من السقوط منذ تدخله في سوريا عام 2015 .
فسوريوا الأسد ليسوا عرضة خطر “انفجار ضمير” يقودهم إلى إلقاء سلاحهم والتعاطف مع الأوكرانيين فهم قتلوا أبناء شعبهم من الأطفال والعُزّل. تماماً كما فعلت إيران بإحضار حزب الله وفاطميون وزينبيون من شيعة باكستان وأفغانستان كمرتزقة لها ولا ينتمون وغرباء عن الشعب السوري العربي السني بغالبيته. وكذلك روسيا التي أحضرت شركة فاغنر لسوريا.
يذهبون إلى هناك “للقيام بعمل”.
لذلك فهم يخاطرون بأن يكونوا أكثر قسوة من الجنود الروس.
ويحدث هذا في كل صراع.
أطلق شكسبير على المرتزقة لقب “كلاب الحرب”. فيما فضل الصحفي الكندي تسمية شبيحة الأسد “بالزبالين”.
إذ تنجذب النسور لرائحة الدم لتتولى أكل الرمم والجثث الميتة فتسمى بالطيور الزبالة. وكذلك جنود الأسد يذهبون إلى الحرب مثل مدمني الهيروين يذهبون إلى معرض الرماية لضربهم.
على عكس أعضاء الكتائب الدولية من المتطوعين، والذين جاءوا من جميع أنحاء العالم للقتال إلى جانب الجمهوريين في الحرب الأهلية الإسبانية، لا يحمل دعاة الحرب هؤلاء السلاح للدفاع عن قيم أو قضية.
يذهب زبالوا الأسد إلى المقدمة من أجل المال. أو ما يسمونه “المغامرة”.
بالنسبة لهم، لا يوجد شيء أجمل من مدينة تنهار، حضارة تنفجر من الداخل، مدينة لم يعد فيها القانون والنظام ينظمان السلوك البشري، وحيث يُسمح بكل شيء، حتى أسوأ الفظائع.
إنهم يشاهدون هذا، وهم متحمسون مثل تشارلي في مصنع الشوكولاتة في فيلم ويلي ونكا.
جيش للتأجير وجيوش المرتزقة
وهناك أيضاً ميليشيات خاصة، مثل العملاق الأمريكي بلاك ووتر، أو الشركة الفرنسية Secopex ، أو الوكالة الألمانية Xeless Group ، أو مجموعة Wagner الروسية، التي شاركت في حربي سوريا وليبيا. ولا ننسى مشاركة السوريين من طرفي النزاع السوري في حرب ناغورني كارباخ الأذرية الأرمنية وحرب ليبيا.
جيوش موازية يمكن لرؤساء الدول أن يستأجرها حرفياً.
في العراق، تورطت شركة بلاك ووتر في مجازر وأعمال تعذيب.
في عام 2007، أطلق أربعة “موظفين” في شركة بلاك ووتر (أكاديمية الآن) النار على المدنيين العراقيين بشكل عشوائي. قُتل 14 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، وجرح 17 آخرون.
هؤلاء المرتزقة الأربعة، الذين حكم عليهم في عام 2015، عفاهم ترامب في ديسمبر / كانون الأول 2020.
وفقاً لمنظمة الشفافية الدولية، حصلت هذه الجيوش الخاصة، في عام 2016، على أكثر من مائتي مليار دولار من العقود.
إنه عمل كبير.
كلما زاد عدد الحروب حول العالم، ازداد ازدهار هذه الشركات.
مثل جيرالد غالانت
(وهو قاتل مأجور كندي اعترف ب 27 جريمة قتل و12 محاولة قتل بين عامي 1978 و2003 لصالح عصابات إجرامية مقرها كيبيك في كندا)
لا يزال الجنون …
يمكن للدول التعامل مع مقاولين سريين لشن حرب!
شركات “الخبير الأمني” التي تقتل ليس للدفاع عن قضية، ولكن من أجل المصلحة المالية. هؤلاء “القوات شبه العسكرية” ليسوا جنوداً. إنهم قتلة مأجورين. مثل جيرالد غالانت أو فرانك شيران بفيلم الأيرلندي أو ريتشارد كوكلينسكي الملقب ( رجل الثلج) واعترف بخمسة جرائم قتل وهو قاتل مأجور أمريكي وكان يقوم بتجميد جثث ضحاياه حتى لايتم التعرف على تاريخ مقتلهم.
وفقاً لصحيفة The Times البريطانية اليومية، قامت مجموعة Wagner Group الروسية في يناير كانون الثاني الماضي بنقل أكثر من 400 مرتزق روسي من إفريقيا للقيام بمهمة خاصة : اغتيال زيلينسكي.
جاء الأمر من الكرملين.
ما الفرق بين ذلك وبين قيام زعيم عصابة بقتل منافس؟
إقرأ المزيد :