هو سادس ستة في الإسلام وصاحب نعل النبي ﷺ ..هاجر الهجرتين
وشهد بدراً والمشاهد بعدها ..
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، يُكنَّى أبا عبد الرحمن، حليف بني زُهرة، وأُمه أم عبد بنت عبد وُد، وقيل: أم عبد بنت الحارث بن زهرة.
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُلقِّبه بابن أم عبد، أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهو سادس مَن دخل الإسلام.
فعنه رضي الله عنه أنَّه قال:
«لقد رأيتني سادس ستَّةٍ ما على الأرض مسلمٌ غيرنا»
وقد هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وأُحُدًا والخندق وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد مع رسول الله، وهو الذي أجهز على أبي جهل في غزوة بدر.
وقد روى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم (٨٤٨ حديثًا)، اتَّفق له الشيخان على (٦٤)، وانفرد البخاري بـ (٢١)، ومسلم بـ (٣٥).
كان رضي الله عنه ملازمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم دائمًا، وكان صاحب نَعْلَيه، وكان يدخل على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ويخدمه ويلزمه، لا سيَّما في سفره.
فعن ابْنِ عُتْبَةَ قَالَ:
«كان عبد الله بن مسعود صاحب سَوَادِ رسول الله صلى الله عليه وسلم (يعني سِره)، ووساده (يعني فراشه)، وسواكه ونعليه وطهوره؛ وهذا يكون في السفر».
ومن أجل ملازمته رضي الله عنه للنبيِّ صلى الله عليه وسلم تأثَّر به وبهديه حتى قال فيه حذيفة رضي الله عنه:
“ما أعرف أحدًا أقرب سمتًا وهديًا ودلًّا بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم من ابن أمِّ عبد”.
أول من جهر بصوته في القران في مكة:
وعن أبي عطيَّة قال:
“دخلت أنا ومسروق على عائشة فقلنا: يا أمَّ المؤمنين: رجلان من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أحدهما يُعجِّل الإفطار ويُعجِّل الصلاة، والآخر يُؤخِّر الإفطار ويُؤخِّر الصلاة، قالت: أيُّهما الذى يُعجِّل الإفطار ويُعجِّل الصلاة، قال: قلنا: عبد الله؛ يعني ابن مسعود. قالت: كذلك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حَسَنَ الصوت بالقرآن، وهو أوَّل مَن جَهَر به بمكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رضي الله عنه عالِمـًا به وبتفسيره.
حب النبي له:
حظي رضي الله عنه بمنزلةٍ كبيرةٍ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال عنه:
«لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ لَأَمَّرْتُ عَلَيْهِمْ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ».
كما عاتب النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابه حينما أمر عبد الله بن مسعود بصعود شجرةٍ يأتيه منها بشيء، فضحكوا من نحافة ساقيه، فقال صلى الله عليه وسلم: «مَا تَضْحَكُونَ؟ لَرِجْلُ عَبْدِ اللَّهِ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ».
وفاته :
تُوُفِّي رضي الله عنه في المدينة سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: ثلاث وثلاثين، ودُفِن في البقيع، وصلى عليه عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وكان عمره يوم تُوفِّي بضعًا وستِّين سنة .
إقرأ المزيد :