هو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وريحانته من الدنيا، ومحبوبه، وأحد سيدَى شباب أهل الجنة، الشهيد أبو عبد الله، الحسين بن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصَي، القرشي الهاشمي المدني.
ولد في خامس شعبان سنة أربع من الهجرة، وهو أصغر من أخيه الحسن، وكان أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من صدره إلى قدميه كما ذكر ذلك علي بن ابي طالب رضي الله عنه.
وقال أنس بن مالك حينما أُتي برأس الحسين إلى ابن زياد، فجعل ينكث بقضيب معه (أما أنه كان أشبههما بالنبي صلى الله عليه وسلم)، وعقَّ عنه جده المصطفى بكبش، وكان فاضلاً ديناً، كثير الصيام والصلاة والحج، ويروى أنه حج خمساً وعشرين حجة.
قال الذهبي: (بلغنا أن الحسين لم يُعجبه ما عمل أخوه الحسن من تسليم الخلافة إلى معاوية، بل كان رأيه القتال، ولكنه كظم وأطاع أخاه وبايع، وكان يقبل جوائز معاوية، ومعاوية يرى له ويحترمه ويجله، فلما أن فعل معاوية ما فعل بعد وفاة السيد الحسن من العهد بالخلافة إلى ولده يزيد، تألَّم الحسين وحق له، وامتنع هو وابن أبي بكر وابن الزبير من المبايعة…، فلما مات معاوية، تسلَّم الخلافة يزيد، وبايعه أكثر الناس، ولم يبايع له ابن الزبير ولا الحسين، وأنفوا من ذلك، ورام كل واحد منهما الأمر لنفسه، وسارا في الليل من المدينة.
ما ورد في بشارته وفضله:
١- عن حذيفة وأبي سعيد وعلي وابن مسعود وغيرهم قالوا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحسن والحسين سيدَا شباب أهل الجنة).
٢- وعن جابر رضي الله عنه أنه قال وقد دخل الحسين المسجد: (مِن أحَبَّ أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى هذا، سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة، وذكره الهيثمي في المجمع ونسبه إلى أبي يعلى وقال: رجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعد وهو ثقة.
٣- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (هما ريحانتايَ مِن الدنيا) رواه البخاري
٤ – عن يعلى العامري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حُسين سبط من الأسباط، مِن أحبني فليحب حسيناً)، وفي لفظ: (أحَبَّ اللهُ مَن أحبَّ حُسيناً) رواه أحمد، والترمذي وحسَّنه، وابن ماجه، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.مات رضي الله عنه يوم عاشوراء سنة إحدى وستين للهجرة، وهو ابن ست أو ثمان وخمسين، قال ابن حجر: (كذا قال الجمهور)، وله من الولد: علي الأكبر قتل مع أبيه، وعلي زين العابدين وذريته عدد كثير، وجعفر، وعبد الله، ولم يُعَقِّبا.
وقد اختُلف في موضع رأسه وقبره:
فأما رأس الحسين رضى الله عنه فالمشهور عند أهل التاريخ وأهل السير كما ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية أنه بَعث به ابن زياد إلى يزيد بن معاوية، ثم قال: (ومن الناس من أنكر ذلك، وعندي أن الأول أشهر ، فالله أعلم،
ثم اختلفوا بعد ذلك في المكان الذي دُفن فيه الرأس).
قال ابن كثير رحمه الله: (ولقد بالغ الشيعة في يوم عاشوراء، فوضعوا أحاديث كثيرةً كذباً فاحشاً، مِن كون الشمس كسفت يومئذ حتى بدت النجوم، وما رُفع يومئذ حجر إلا وُجِد تحته دم، وأن أرجاء السماء احمرت، وأن الشمس كانت تطلع وشعاعها كأنه الدم، وأن الكواكب ضرب بعضها بعضاً، وأمطرت السماء دماً أحمراً، ونحو ذلك).