يتحمل الأهل مسؤولية تربية أبنهم وتعليمه وتهذيبه وتدريبه على العادات الإيجابية وتجنب العادات السلبية، ويقع على عاتقهم إيجاد أفضل الطرق التي تمكنهم تحقيق النموّ البدني والاجتماعي والعاطفي والمعرفي والنفسي للطفل بعيداً عن استخدام أساليب العنف أو الضرب، فالطفل في مراحل طفولته المبكرة يكون بحاجةٍ للحب والحنان والرعاية والأمان والتوجيه والتعليم بأساليب تعزز شخصيته وتهذب سلوكه وتجعله يحس بأهمية نفسه وأنه مسؤولٌ عن تصرفاته وانفعالاته، وفيما يأتي نبين لكم ثلاثة طرق في تربية الطفل بدون ضرب:
- استخدام أسلوب الثواب والعقاب: يقصد بالثواب ترغيب الطفل من خلال تعليمه السلوكيات الإيجابية ومدحه ومكافئته على أي تصرّف إيجابي يقوم به، على سبيل المثال إذا أنجز الطفل واجباته المدرسية واستطاع التركيز وحفظ دروسه خلال وقت مبكر يمكن مكافئته بزيادة وقت مشاهدة التلفاز أو لعب الألعاب، ويقصد بالعقاب العقاب المقترن بالحرمان وليس بالعنف والضرب وبنفس المثال السابق إذا أهمل الطفل واجباته ولم ينهي دروسه في الوقت المطلوب نتيجة الإهمال فيمكن حرمانه من مشاهدة التلفاز في ذلك اليوم.
- الحوار والتواصل الفعال مع الطفل: فالطفل في مراحل الطفولة يكون غير مكتمل الشخصية وتكون نفسيته حساسة للغاية، وإذا بدر من هذا الطفل بعض التصرفات الغريبة فيمكن للحوار والتواصل مع الطفل ومعرفة الأسباب التي دفعته للقيام بهذا العمل أن تكون ذات قيمة وتسهم في الوصول إلى دوافع السلوك السيء وتصحيحها.
- وضع قواعد وضوابط والالتزام بها: يجب على الأهل وضع العديد من القواعد والضوابط للعادات اليومية التي يريدون أن يعلموها لأبنائهم مثل ترتيب الفراش وتنظيف الأسنان وغسل اليدين والرد بأدب وتجنب الصراخ وتعويد أولادهم عليها وتذكيرهم بها، والأهمّ من ذلك أن يلتزم الأهل أنفسهم بتأدية هذه العادات أمام الطفل وخاصةً فيما يتعلق بالهدوء أثناء الكلام والنقاش وتجنب الصراخ، وذلك سيكون له نتائج كبيرة كون الطفل بفطرته يحب أن يقلد والديه ويتصرف مثل تصرفاتهما.
أهمية تربية الطفل بعيدا عن العنف
تعدّ تربية الطفل من الأمور المهمة التي يجب أن تنظمها العديد من القواعد والضوابط من قبل الأهل، فالبيئة التي ينشأ فيها الطفل هي التي تبني شخصيته وتكون سلوكه وتحدد ميوله وتصرفاته وردود أفعاله، وكل ذلك يسهم في تشكيل شخصيته الحالية والمستقبلية ويلجأ الكثير من الأهل إلى استخدام أساليب العنف لتوبيخ أولادهم بحجة تعليمهم وإرشادهم إلى الطريق الصحيح إلا أن هذه الطريقة غالباً ما تزيد الامر سوءاً وتخلّف نتائج سلبية تنعكس على سلوك الطفل وانفعالاته، مع العلم أنه يوجد الكثير من السياسات والأساليب السلمية البعيدة عن العنف التي يمكن للأهل استخدامها من أجل تربية أطفالهم وتعليمهم وإكسابهم المهارات الجديدة وأهمّ هذه الأساليب هي أساليب الثواب والعقاب بعيداً عن العنف وأسلوب الحوار وأسلوب الحرمان وغيرها الكثير.
نصائح لتربية أطفالك بحسب العمر
إنّ لكل مرحلة من مراحل نمو الطفل أساليب وطرق يجب أن يتقنها الآباء ويلتزموا بها من أجل تحقيق أفضل النتائج في تربية طفلهم وتكوين شخصيته وبناء سلوكه، وفي السطور الآتية تجدون نصائح لتربية الأطفال حسب الفئة العمرية:
- الطفل في مرحلة الرضاعة: في هذه المرحلة يتكون لدى الطفل الصور المبدئية لمن حوله لذلك يجب على الأهل الإكثار من البقاء بجانبه ومداعبته وتجنب الصراخ عليه وفسح المجال له للحركة واستكشاف البيئة من حوله.
- الطفل في مرحلة المشي: في هذه المرحلة يكون الطفل قد بدأ بمرحلة الوعي ويمكن التحدث إليه وتوجيهه وتعليمه الخطأ والصواب ومناقشته في أسباب سلوكياته الإيجابية والسلبية.
- الطفل في سن المدرسة: وفي هذه المرحلة يجب التركيز على تعليم الطفل الآداب العامة وآداب التعامل مع الآخرين والتصرفات الإيجابية وردود الفعل المناسبة.
- الطفل في مرحلة المراهقة: في هذه المرحلة يجب ترك مجال من الحرية للطفل لكي يخطئ ويتعثر ويخوض تجاربه ويتعلم من أخطائه وذلك تحت مراقبة الأهل من بعيد والتدخل فقط عند الحاجة.
- إقرأ أيضاً :
- خطف الأطفال ـ السرقة القانونية في الغرب !
- الضغوط النفسية وأسباب إصابة الأطفال بها ..
- سن اليأس .. العمر، الأعراض، العلاج، إلى متى يستمر، ماذا أفعل؟