إنّ جائحة كورونا تتجاوز أضرارها ما تلحقه بشكل مباشر على الجهاز التنفسي، فهي ساهمت في صناعة أزمات نفسية وعصبية لدى ملايين الناس بسبب القيود على الحركة، والالتزام بلبس الأقنعة الطبية، وضرورة الفحوصات الخاصة بكورونا من أجل السفر أو بعض النشاطات بالأخرى، وكذلك إلزامية اللقاح في كثير من دول العالم، ما ولّد حالة من الإحباط والتعب والغضب لدى نسبة كبيرة من المستائين من هذه الإجراءات.
وفي محاولة للحد من الآثار الجانبية لجائحة كورونا ظهرت مبادرة في عدة مدن في الولايات المتحدة الأمريكية تشجع على استخدام “الصراخ” كإحدى الوسائل لتخفيف الضغوطات النفسية والعصبية التي نشأت بسبب انتشار فيروس كورونا.
وقد بدأت عدة مجموعات بتنفيذ هذا العلاج المبتكر عن طريق الصراخ بأصوات مرتفعة في مواقف السيارات الفارغة، وفي الميادين المفتوحة العامة، وقد أبدى الكثير من الأطباء الأمريكيين إعجابهم بالمبادرة واعتبروها مفيدة للتنفيس عما في داخل الشخص من ضغوطات، ووسيلة لإطلاق المشاعر.
وقد حذر أطباء آخرون من الاعتماد على هذا العلاج لمدة طويلة، فإنه يؤدي إلى تحفيز طويل الأمد لجهاز المريض العصبي مما يتسبب بمضاعفات صحية خطيرة، منها الارتفاع في ضغط الدم، والاكتئاب وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
وعلاوة على ذلك فإنه ما من أدلة علمية تثبت فرضية أنّ “الصراخ” وسيلة للعلاج، إنما هو فقط وسيلة محتملة للتخفيف من الضغوطات العصبية الناتجة عن أزمة كورونا .
إقرأ أيضاً :