أطلق جامع الأزهر في مصر مبادرة بعنوان “لتسكنوا إليها” وهدفها هو الحدّ من التكاليف الباهظة للزواج في مصر، وذلك في سبيل المحاولة للقضاء على الأسباب التي تؤدي بالأزواج للطلاق، وقد أكد مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر أنّ هذه المبادرة تأتي من أجل القضاء على العادات السيئة التي أصبحت تتبع في الزواج في الآونة الأخيرة، كما تسعى المبادرة لتيسير الأمور المتعلقة بالزواج، ولمواجهة التكاليف الكبيرة التي يتحملها الشباب أثناء الزواج، ولا سيما في الظروف الاقتصادية الراهنة التي تمرّ بها مصر، وقد قال الأمين العام لمجمع البحوث العلمية “نظير عيّاد” أنّ هذه المبادرة جاءت بناءً على اقتراح شيخ الأزهر أحمد الطيّب الذي يحثّ دائمًا على الاهتمام بالقضايا التي تهمّ المجتمع المصريّ، وأضاف: “دعوة عامة لجميع الناس في محافظات مصر للتخلي عن هذه العادات التي تحول دون تكوين أسرة مستقرة وآمنة تحقق أهدافها وتبني مستقبلها”، مشيراً إلى أن “المبادرة سوف يتولى نشرها بين الناس والدعوة إليها وعاظ وواعظات الأزهر في جميع محافظات مصر من خلال متابعة الأمانة العامة للدعوة والإعلام الدين”.
آراء بعض علماء الأزهر بالمبادرة
وأدلى المتحدث باسم مجمع البحوث العلمية في الأزهر محمد الوردانيّ برأيه بأنّ المجمّع مرتبط بشكل وثيق بقضايا المجتمع المصري، وقد وجد أن أكثر ما يسبب المشكلات في الزواج هو ما يقوم به الأهل من المغالاة في تكاليفه ومظاهره، وأن ذلك يسبب تراكم الديون على الطرفين، وينتج عن ذلك أسرة غير مستقرّة من البداية، لذلك فربّما يكون مصير هذه الأسرة للطلاق، وهذا من شأنه أن يفسر كثرة عدد حالات الطلاق في الفترة الأخيرة، وقال أنّ دور الأزهر يكون في توعية المجتمع من خلال الدورات والمبادرات التي تُقام للمقبلين على الزواج، وذلك في سبيل شرح المسؤوليات التي تقع على كل من طرفي الزواج، وتحديد دور كلّ منهما وواجباته وطريقة تعامله مع شريكه.
متى ستطبّق المبادرة وأين ؟
وقد قالت الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر إلهام شاهين بأنّ مسالة المغالاة في تكاليف الزواج هي من المشاكل المتأصلة في المجتمع المصري، وأن عظم هذه التكاليف هي محطّ تفاخر في بعض القرى والمدن، وشددت في تصريحات لها:” أنها لا تتوقع استجابة سريعة أو سهلة مع مبادرة مجمع البحوث، ومن المؤكد أنه ستكون هناك مواجهة من جانب من أصبحت تلك العادات مسيطرة عليهم”، وقالت بأنّ الأزهر سيسعى لنشر هذه المبادرة عبر الصحف الرسمية والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعيّ، وأيضًا عبر واعظي الأزهر وواعظاته الذين يجوبون في القرى المصرية، وقالت أيضًا أن تطبيق المبادرة سيكون من قريات الصعيد، وبعد رؤية مدى استجابة تلك القرى ستنطلق الحملة لباقي قرى مصر ومدنها.
إقرأ أيضاً :
